(43) الإسلام… في ميلاد الرسول
الكلمات السبع التي بني عليها الكون في الخلافة والأسماء والكلمات والبعث والفناء والإسراء والمعراج.. كلها لها دور محوري وأساسي في بناء الكون ووجوده.
ولولا هذه الكلمات السبع، ما وجد كون ولا كانت هنا حياة في الدنيا وكل هذا الكلمات فيها معنى الخضوع والامتثال لأمر الله والاستسلام لإرادته في إطار الإسلام.
فالخلافة فيها معنى الخلافة والخلافة هي اسم وهي كلمة، وفيها معنى البعث، وفيها معنى الفناء وفيها معنى الإسراء، وفيها معنى المعراج وكلها كلمات، تعمل من خلال آلية ضبط الكون والحفاظ عليه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.
دور محوري وأساسي
فكل شيء في الكون واقع في مرمى الخلافة وقائم على أمرها، قبل خلق آدم عليه السلام وبعد خلقه إلى قيام الساعة، على مستوى الجسيمات الأولية داخل الذرة وعلى مستوى الذرة داخل المواد الأولية اللازمة للحفاظ على الكون، من خلال عمليات كيميائية وبيولوجية متتالية وممنهجة، تخلف كل منها الأخرى في سلسلة متصلة الحلقات، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة: 30).
الكون في الخلافة والأسماء
فكان أمر الخلافة، تدور عليه وفي إطاره سائر المخلوقات، في مكوناتها وطريقة تركيبها وفي وظيفتها، التي التزمت بالأمر ونفذته وتنفذه على مدار اللحظة ودارت فيه، كلٌ حسب المسار الذي يوجد فيه.
فكان أمر الخلافة، ظاهر في السماوات والأرض والجبال وبين في الكواكب والنجوم والمجرات وفي الشمس والقمر، والليل والنهار، وفي الظلمات والنور، وفي الظل والحرور، وكلها تدور في مسارتها المختلفة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (يس: 40).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن تدور الخلافة في الكون وتديره، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر