(50) الإسلام… في ميلاد الرسول
ما ينطبق على الكون والأرض والإنسان في ضرورة وجود اسم لكل شيء ينطبق على كل الحيوانات بفصائلها وأنواعها المختلفة، ففي الأرض يوجد أكثر من 7 ملايين نوع من الحيوانات، يتراوح طولها من 0.1 مليمتر إلى 33.6 متر.
وتدور كلها في إطار الأسماء والخلافة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام، قال تعالى: “ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عليه أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عليه أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (الأنعام: 143- 144).
فمملكة الحيوان مملكة ضخمة ووجودها يُمثل ضرورة قصوى يعتمد عليها الإنسان في غذائه، والمقصود من الحديث عن مملكة الحيوان، ليس استعراض فصائلها وأنواعها، ولكن إبراز أهمية الاسم في حياة كل حيوان، ولولا الأسماء ما استطعنا أن نفرِّق بين البقرة والأسد، فالأسماء آية من آيات الله بني عليها الكون، ولولاها ما وجد الكون.
الكون والأرض والإنسان.. وجود اسم لكل شيء
وبالأسماء تحدد أنواع الحيوانات من أكلات العشب و أكلات اللحوم، وأكلات العشب واللحوم، ودورها في الحفاظ على التوازن الطبيعي والبيئي، وأسماء مكوناتها المتباينة وأجهزتها وحركاتها المختلفة وحواسها المتنوعة، سواء كان وحيدة الخلية أو متعددة الخلايا.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن تشارك الحيوانات مع الأرض والإنسان، في ضبط ميزان الكون، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر