(57) الإسلام… في ميلاد الرسول
النباتات لا تعتمد فقط على أشعة الشمس في عملية التمثيل الغذائي وإنما أيضًا تعتمد بشكل أساسي على التربة في الأرض والماء من السماء، للحصول على مقادير هامة من الغذاء، في صورة نيتروجين وفسفور ونشادر وغيرها بشكل ذاتي وتلقائي، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ” (ق: 7- 10).
حيث يُمثِّل كل من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، قاسم مشترك في حصول الكثير من النباتات على حاجاتها الغذائية من الهواء، فالنباتات تحتاج ثاني أكسيد الكربون في النهار، فتوفر الأكسجين في الجو، من خلال آلية عمل الرياح، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” (البقرة: 164).
عملية التمثيل الغذائي تعتمد على الأرض والماء
فالهواء والماء عصب الحياة للنبات مثل الإنسان ويستطيع النبات الحصول على حاجته من الغذاء الموجود في الهواء بشكل انتقائي وذاتي مثل الماء، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ علىهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (يونس: 24).
وتحتاج النباتات، الأكسجين الموجود في الجو للتنفس في الليل من أجل النمو، على عكس الإنسان الذي يحتاج النور، في دورة تتم بشكل ذاتي وتلقائي، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ” (الأنعام: 1).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالنباتات تقوم بعملية التمثيل الضوئي في النهار، وتتنفس ثاني أكسيد الكربون في النور، وتتنفس الأكسجين في الليل، كي تحافظ على توازن مكونات الماء والهواء في الأرض، بلا زيادة أو نقصان بشكل ذاتي وتلقائي، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر