(59) الإسلام… في ميلاد الرسول
الأشجار في النبات تختلف في الطول والشكل والتكوين والأوراق والثمار، قد تتشابه في الشكل، ولكنها تختلف في اللون والطعم والرائحة كالعنب والرمان وغيرها بأنواعهما المختلفة والحلو والمر، والزاعق والدهني وغيرها، مع أنها تسقى بماء واحد وتخرج من تربة واحدة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” (الرعد: 4).
الأشجار في النبات.. اللون والطعم والرائحة
كما أن بعض النباتات تعتبر نباتات حولية، تتكاثر وتنمو خلال موسم واحد، وبعضها ثنائي الحول يعيش لمدة موسمين زراعيين وتتكاثر عادة في السنة الثانية، أو نباتات معمرة تعيش مواسم زراعية؛ لسنوات طويلة ويستمر التكاثر بعد النضج.
ويتفاوت معدل نمو النباتات، فتنمو بعض النباتات بأقل من 0.001 ملم/ ساعة، في حين تنمو معظم الأشجار بمعدل 0.025- 0.250 ملم/ساعة، أما الأنواع المتسلقة فتنمو بسرعة 12.5 ملم/ساعة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا” (الكهف: 45).
ومن هنا نلاحظ أن النباتات بألوانها المختلفة الزاهية الجميلة الخلابة، وسيقانها الرفيعة البهيجة، تثير البهجة وتشيع السرور في سائر المخلوقات، التي تعيش في الحياة وتؤكد جمال الطبيعة التي خلقها الله، وفي مكنوناتها وذرات تكوينها غذاء البشر وحياتهم إلى قيام الساعة.
كما أن نباتات الزينة بشكل عام والنباتات الطبية والعطرية والظل والنباتات المتسلقة، بشكل خاص تضفي الكثير من البهجة والسرور على النفس، لجمالها ولإعطائها الروح والحياة للمكان، مما يخفف من ضغوط الحياة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ” (الأنعام: 141).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فدورة حياة النبات في الأرض وأسمائها، تدور امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر