مقالات

(62) الإسلام… في ميلاد الرسول

الحديث عن أسماء الجمادات له مغزى في وجود الكون وبقائه والتي تشمل الكون، بمساحته في الدنيا والبالغة 300 ألف سنة ضوئية، بما فيه من كواكب ونجوم ومجرات والأرض البالغ مساحتها 512 مليون كم وبما فيها من إلىابسة، التي تُمثل 29% والماء الذي يمثل فيها 71%.

فكل موقع في السماء الدنيا له اسم، وكل مكان في الأرض له اسم، وكل مساحة من إلىابسة في الجبال لها اسم وكل مساحة في الوديان لها اسم، وكل هذه الأسماء تدور دورتها، عبر الكون وعلى مدار الزمان الذي تعيشه والمكان الذي تشغله، منذ أن خلقها ربها، إلى أن ينتهي عمرها الافتراضي في الدنيا، ثم تهلك بمكوناتها ومكينها لأنها تعيش جميعها إلى أجل مسمى.

فالكون بالأسماء يعرف ويفهم ومن غيرها يصبح كأنه غير موجود دون اسم أو عدم، وكل هذه الأسماء تدور في الكون بنفسها وحول نفسها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

قال تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ” (آل عمران: 190).

الحديث عن أسماء الجمادات

وكما أن اليابسة لها أسمائها المختلفة المعلمة بها والدالة عليها، فأسمائها في كياناتها ومقومات وجودها في الأرض على مستوى الجسيمات الأولية داخل الذرة بأسمائها، والجزيئات بأسمائها والمواد باسمها وبتركيباتها الكيميائية لاسمها ومكوناتها البيولوجية لاسمها، التي تتكون منها الأرض كما في السماء.

فإن الماء باسمه، يُمثل المكون الأكبر في الأرض ويتكون من ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين باسمهم، كما أن الماء المنتشر في الأرض موزع بأسمائه وأسماء الأماكن الموجود فيها، مثل المياه الجوفية والجداول والينابيع والأنهار والبحار والمحيطات، وأسماء من اكتشفوها وكله يدور دورته في الأرض والسماء، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

قال تعالى: “الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ  فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ” (البقرة: 22).

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فلولا الأسماء ما عرفنا الجمادات، التي تدور حول نفسها وحول غيرها، بعمرها الزماني وحيزها المكاني، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »