(78) الإسلام… في ميلاد الرسول
من مناط التكريم لآدم وأبنائه أن حملهم الله بحفظه وعنايته ورعايته في البر والبحر والجو، فحمله البر وحمل أثقاله على ظهور الدواب المسيرة له، مثل الإبل والخيل والبغال والحمير، وعلى مختلف وسائل النقل الحديثة، التي اخترعها الإنسان من مكونات الأرض وما فيها من مواد لازمة لتصنيع وسائل المواصلات المختلفة، مثل السيارات والقطارات وغيرها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (النحل: 8).
وحمل الإنسان في البحر على ظهور المراكب الشراعية والسفن المسيرة لأمره، وفي البحر طعامه من مختلف الأشكال والألوان والأنواع مثل الأسماك وغيرها ومنه لباسه ويشرب مائة بعد تحليته، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (النحل: 14).
التكريم لآدم وأبنائه
وحمل الإنسان في الجو بالطائرات مقلدًا الطيور في طيرانها، فالسماء خلقت مؤهلة للطيران في أجوائها، فترى مجموعات من هذه الطيور، تطير في جو السماء منتظمة على شكل جناحي طائرة ممدود وعند قبضها تظل في الطيران، لأن الله يمنعها من السقوط على الأرض، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ” (الملك: 14).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فمن مناط تكريم الله لآدم وأبنائه، أن حملهم الله بحفظه وعنايته ورعايته، في البر والبحر والجو، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر