مقالات

(87) الإسلام… في ميلاد الرسول

المخ يسيطر على كل تصرفات الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة المختلفة للجسم، والقلب يمدها بالدم المطلوب كي تقوم بوظيفتها استجابة لأمر المخ.

وهذا معناه، أن عمل المخ والقلب متكامل بشكل يحافظ على وجود الإنسان في الحياة، بواسطة القوى الأربعة التي تتحكم في الكون: القوة الكهرومغناطيسية القوية والقوة النووية القوية في نواة الخلايا والقوة النووية الضعيفة، في الجسيمات الأولية لنواة الذرة مع قوة الجاذبية، وهذه القوى الأربعة هي التي تتحكم في الكون ووجوده، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

لكن اللافت للنظر أن الجسم الذي وزنه مائة كيلو جرام، يحتوي على مائة تريليون خلية، الخلية الواحدة فيها عقل الذي يمثله الحامض النووي (DNA)، وفيها قلوب تمثله العضويات الاثنى عشر داخل الخلية.

قال تعالى: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أم عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا” (محمد: 24).

تصرفات الخلايا والأنسجة والأعضاء

معنى هذا أن الجسم الذي وزنه مائة كيلو جرام، به مائة تريليون عقل، ألف ومائتين تريليون قلب، هذا على مستوى الخلايا، أما على مستوى الذرات داخل الخلية الواحدة التي تحتوي على مائة تريليون ذرة، فإن الخلية الواحدة تحتوي على مائة تريليون عقل، ومائة تريليون قلب على مستوى الذرات داخل الخلية الواحدة.

الجسيمات الأولية في الذرة

أمَّا إذا كان على مستوى الجسيمات الأولية داخل الذرة الواحدة، والتي تساوي في الحد الأدنى مائة جسيم أولي، فهذا معناه أن الجسد الذي وزنه مائة كيلو جرام، يحتوي على سلنيون عقل وعلى سلنيون قلب في الحد الأدنى، وعلى سلنيون لسان وسلنيون عين وسلنيون أنف وسلنيون أذن وسلنيون إحساس وغيرها والسنليون عشرة أس ثلاثين (10* 30).

فالمخ الذي يحتوي على تريليون وخمسمائة مليار خلية متخصصة، كل خلية منها فيها عقل في قلب وقلب في عقل، ويمارس نشاطه العقلي في إطار العلم والفكر والفهم ونشاطه العاطفي في إطار الشعور والإحساس، في وجود مزيج بين العقل والعاطفة في اتخاذ القرارات.

أمَّا باقي خلايا الجسم، فكل خلية فيها العقل وفيها القلب، الذي يجعلها تمارس عملها ونشاطها في إطار الخلية والنسيج والعضو والجهاز، مثل العقل والقلب بشكل عام، كما أنها تتلقى تعليماتها من المخ والقلب بشكل خاص ومعقد.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالجسم به سلنيون عقل وبه سنليون قلب، في متوالية عددية مع وسائل الإدراك المختلفة، التي لها بداية وليس لها نهاية، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »