ميلاد النبي.. نقطة اتفاق أم اختلاف أم انطلاق؟ “1”
بدلًا من أن يكون، الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، والاحتفاء بقدومه، نقطة اتفاق وانطلاق إلى غد أفضل، بين المؤمنين برسالته، تحولت إلى نقطة خلاف، عند البعض من أصحاب العقول الصغيرة، والقلوب الغليظة، المغلفة بالباطل، بعيدًا عما أكده الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، وأكده الرسول، في الأحاديث النبوية، والتي تعتبر الأصل وغيره الاستثناء، فإذا كان كل المخلوقات، قد احتفت بمولده، ألَّا يليق بالمسلمين الاحتفال به.
والاحتفال بمولده والاحتفاء به، يعني في جملة ما يعني، الالتزام بما جاء به من عند الله سبحانه وتعالى، من قرآن كريم وسنة صحيحة، واتباعه في كل ما جاء عنه، قولًا وفعلًا وتقريرًا، فالله سبحانه وتعالى سَمَّانا المسلمون، وهو صلى الله عليه وسلم قال “وأنا أول المسلمين”.
وهذا معناه إلغاء كل الطائفية في الإسلام، وإلغاء كل الجماعات، وكل التيارات وكل الحركات الإسلامية، والانضواء تحت عنوان واحد، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته.
والذهاب إلى كل ما يجمع المسلمين ولا يفرقهم، في أمر دينهم ودنياهم، بعيدًا عن الشكل والمظهر، والاصطفاف وراء مسميات فضفاضة وكاذبة، لا علاقة لها بالإسلام في الأصل والجوهر.
ميلاد النبي نقطة اتفاق أم خلاف
فيكون نقطة انطلاق لتغيير الحال، وعلاج الأمراض الحادة والمزمنة، التي أصابت الأمة في مقتل، وكانت سببًا في كل ما نحن فيه، من تشرذم وتخلف وخلاف واختلاف، في واقع قوامه الغش والسرقة والكذب، والنفاق والرياء والخداع والاحتيال، والرشوة والمحسوبية، وأكل أموال الناس بالباطل، والصد عن سبيل الله، وكلها أمراض حادة ومزمنة طارئة، أصيبت بها الأمة وعبر عن ذلك عامة المسلمين وخاصتهم.
وكل هذه الأمراض المدمرة، جاء الإسلام لعلاجها، والحد من خطرها، بميلاده صلى الله عليه وسلم، والذي كان من أجلها كانت دعوة الإسلام ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر