(5) التعليم كنز.. صناعة العلماء
وكل هذا الذي سبق يحتاج بصفة أساسية ومستعجلة إلى تجويد الغذاء ووفرته من حيث الكم والكيف وتعميم الغذاء المتوازن على جميع أفراد الشعب دون استثناء، من خلال توفير البروتينات والنشويات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية، حتى يتمكن المواطن ممارسة نشاطه بحيوية ويتمكن من التفكير بجدية وهمة ونشاط بعد أن ملك صحته فأصبح معافى في البدن واللب والفؤاد.
لأنَّه لا يُمكن أن تنهض بأمة وتسعى إلى خلق حضارة في غياب صناعة العلماء، المؤهلين لخلق كل فنون العلم والمعرفة وفي غياب التعليم المتميز الجاد والهادف وفي تغييب المواطن ماديًّا ومعنويًّا وفي غياب الغذاء المتوازن الذي يخلق ويوجد ويصنع كل الذي فات في سلسلسة متصلة الحلقات، لا يمكن أن تفصل إحداها عن الأخرى وغير ذلك فهو حرث في البحر أو ذر للرماد في العيون من قبل الاعتقاد أنَّه قد أدى ما عليه بالرغم من فشله وتخلفه في كل الذي فات.
توفير الغذاء يضمن سلامة البشر
إن إنتاج العلم وصناعة العلماء هو الخطوة الأولى إلى المعرفة والتكنولوجيا ولكي تملك مفاتيح التقدم يجب عليك أن تملك العلماء المؤهلين لصناعة العلم والمعرفة وهؤلاء هم القاعدة الأساسية في خلق وإيجاد تكنولوجيا عالمية بمواصفات محلية، تساهم في رقي البلاد وتقدمها في كل مجال.
فإنتاج التكنولوجيا هو حجر الزوايا في تطوير البلاد وخلق كوادر علمية مؤهلة في مختلف التخصصات، قادرة على إيجاد كل ما هو جديد ومستعدة لتطوير كل ما هو قديم ووضعه في قالب جديد وحديث يخدم المجتمع في كل شأن من شئون الحياة.
والمعرفة والتكنولوجيا هي التي تعطي لنا مجال أرحب في تصدير كل ما لدينا من تكنولوجيا تمكننا من زيادة دخل البلاد من العملة الصعبة.
وهذا يؤدي إلى تشغيل العاطلين عن العمل بعشرات الآلاف والملايين وفي نفس الوقت نحافظ على أسرارنا ولا نسمح بنقلها إلى الآخرين إلا بما تمليه علينا مصالحنا الاستراتيجية في الداخل والخارج، كما يفعل الآخرين.
وهذا يجعل لمصر باع طويل في صناعة وتطوير التكنولوجيا والدفع بها إلى كل المجالات حتى تسهل من حياة الناس وتيسر عليهم معاشهم وفي نفس الوقت تحسن من مستوى الأجور والمرتبات فيتحسن معها العلم والتكنولوجيا بشكل طردي وليس العكس كما هو حاصل الآن.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات