(13) مكانة العلم والعلماء في الإسلام

لم يكتفِ القرآن الكريم بوضع أول كلمة في المصحف التي تدل على أخص التخصصات العلمية في الطب وإنَّما ليؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن القرآن الكريم ليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم، وإنَّما هو من عند الله سبحانه وتعالى وإلَّا ما وضع عنوان لأول سورة بهذا العنوان الطبي الذي لم يكتشفه الطب الحديث إلَّا في نهاية القرن العشرين أي بعد حوالي ألف وخمسمائة سنة من نزول القرآن الكريم.

 وفي نفس الوقت، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن محمد رسول الله وإلَّا ما تجرَّأ أن يضع هذا المسمى الطبي كعنوان لأوَّل سورة في القرآن الكريم، لأنه ببساطة من الممكن أن يأتي أحد من العلماء أو من عامة الناس فيكذبه لوضعه هذا العنوان.

ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يملك العلم ولا أدواته ولا القدرة التي تؤهله في أن يضع هذه التسمية بهذا العنوان وبهذه الجرأة وتلك الجراءة، إلَّا إذا كان الله سبحانه وتعالى هو الذي قد أمره بذلك.

القراءة لها دور كبير في الطب والعلم

وكان للقراءة والقلم مكانة كبيرة وبارزة في سبيل تعلم العلم والبحث فيه فلولا القراءة ما كان العلم والمعرفة، التي أوجدت كل هذه المنظومة المرتبة من الأفكار التي اعتمدت عليها وتأصَّلت بها كل هذه الأبحاث وتلك الابتكارات والاختراعات التي أنارت حياة الناس وحولتها إلى أيقونة من الهدوء والسعادة والطمأنينة وراحة البال في الكثير من الأحوال وحول العالم بفضل كل هذا العلم المدهش الذي ملأ آيات القرآن الكريم والذي فتح لنا أبواب العلم على مصراعيها، لينهل منه العلماء والمفكرين على اختلاف مللهم ونحلهم.

وكان لهذا العلم القرآني الدور الأبرز في نهضة الأمَّة الإسلامية وصناعة حضارة قوية على مدار أكثر من ألف سنة فمدت العالم بكل القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية الراقية والإسلامية الرفيعة ومدتها بكل فنون العلم والمعرفة وانتقلت معارفها من بلاد الإسلام وحواضره في القاهرة وبغداد ودمشق وفي خارجه في الأندلس وأشبيلية وأنقرة وإسطنبول، وحول الكرة الأرضية بعد خروجه من مكة المكرمة والمدينة المنورة على أيدي الصحابة والتابعين رضي الله سبحانه وتعالى عن الجميع.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر