(9) ميلاد عيسى.. الحقيقة والواقع
هذا معناه أن عائلة آل عمران كانت كلها عائلة عقيمة لا تنجب ولكن الله سبحانه وتعالى جعلها تنجب بكن فيكون حتى يتذكر البشر ويفهم الناس أن معجزة الحمل في عيسى عليه السلام، كانت معجزة للحمل تحدث مع كل أفراد من أفراد آل عمران.
الحقيقة والواقع يقولان إنَّ حمل أم مريم في مريم كان معجزة من جنس حمل مريم في عيسى عليه السلام، فالحمل في حالة أم مريم في مريم كانت دون وجود أسباب من ناحية عمران أو زوجته، لأنَّ عمران أبو مريم كان عقيمًا وحنة أم مريم كانت عقيمة ولكنها حملت في مريم بكن فيكون.
وما ينطبق على حالة الحمل في أم مريم في مريم من زوجين عقيمين عمران وحنة ينطبق على حالة الحمل في أخت مريم في يحيىى من زوجين عقيمين زكريا وزوجته، فحالة حمل أخت مريم في يحيىى كانت معجزة من جنس معجزة حمل مريم في عيسى عليه السلام، لأن زكريا أبو يحيىى كان عقيمًا وزوجته أخت مريم كانت عقيمة ولكنها حملت في يحيى بكن فيكون.
معجزة عائلة آل عمران
وهذا يؤكد لنا من الحقيقة والواقع، أن حالة الحمل في عيسى عليه السلام كانت معجزة ولكنها أقل بكثير من معجزة خلق آدم من تراب وأقل بكثير من معجزة خلق حواء من تراب أو من ضلع آدم الأيسر.
وفي نفس الوقت فإن الحمل في عيسى عليه السلام كان معجزة من جنس معجزة حالة حمل أم مريم في مريم ومعجزة حالة حمل أخت مريم في يحيى.
ومن هنا يمكن الاستنتاج أنَّه إذا كان هناك أحد أولى بالألوهية من عيسى عليه السلام فهو آدم عليه السلام.
ومن داخل عائلة آل عمران أهل عيسى عليه السلام، يمكن إنهاء قضية الادعاء في أن عيسى هو الله أو هو ابن الله لمعجزة الحمل فيه دون أب والتي أثبتها الدليل القاطع والاستنباط الواضح في أن معجزة الحمل في عيسى عليه السلام كانت من جنس معجزة الحمل في أمه مريم وأن معجزة الحمل في عيسى عليه السلام كانت من جنس معجزة الحمل في يحيى عليه السلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر