(14) ميلاد عيسى… الحقيقة والواقع
عند السرد التاريخي للأحداث التي واكبت ميلاد عيسى عليه السلام، نجد أن ادعاء الألوهية ليس له مكان عند آل عمران أو عند أسباط بني إسرائيل أبناء يعقوب عليه السلام ومنهم يهوذا جد عيسى عليه السلام والذي نُسبت إليه الديانة اليهودية والتي تدعو أتباعها إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى وأن الله واحد لا شريك له.
بينما شذ عن ذلك أتباع الديانة النصرانية بلا مبرر فادعوا أن عيسى عليه السلام هو الله أو هو ابن الله مع أنه حفيد يهوذا ابن يعقوب عليه السلام وكلاهما بشر.
وكل أبناء يعقوب عليه السلام من الأسباط بشر وكل آبائهم من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق عليهم السلام بشر وكل أحفادهم بشر من دواود وسليمان وموسى عليهم السلام، فكيف يشذ عنهم ويخرج عليهم عيسى عليه السلام ويدَّعي الألوهية فيكون الله أو ابن الله؟
السرد التاريخي وميلاد عيسى
وبالرغم من أن صُلب العقيدة النصرانية عند عيسى عليه السلام تتبلور في الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى ووحدة الرسالة وتتفق مع كل ما جاء به الأنبياء والمرسلين من قبله ولم تخرج عن هذا الإطار بشكل عام ولا عن إطار أنبياء بني إسرائيل بشكل خاص فكيف يخرج عيسى عليه السلام عن هذا المبدأ الإيماني؟، والذي لم يخرج عنه أحد من الأنبياء والمرسلين من قبله ولم يخرج عليه أحد من بعده.
فهل يتجرَّأ عيسى عليه السلام على الخروج على تعليمات الآباء؟ من الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى لهداية البشرية والذين أتوا قبله، فدعوا إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى ومحمد صلى الله عليه وسلم الذي أتى بعده والذي يؤكد نفس الحقيقة، وهو الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، حتى يدَّعي الألوهية لنفسه.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر