(18) ميلاد عيسى… الحقيقة والواقع

الرحلة المقدسة التي قام بها عيسى وأمه عليهما السلام إلى مصر ومسارها داخل المدن المصرية تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن عيسى عليه السلام بشر وهرب مع أمه من فلسطين، خوفًا عليه من القتل على يد الملك الطاغية هيرودوس والذي يخاف هو البشر والذي يهرب من القتل هو البشر ولو كان عيسى عليه السلام هو الله أو هو ابن الله ما خافت عليه أمه عليه وما أتت به إلى مصر، ولا كان له أم أصلًا.

وإذا كانت مصر ملجأ وحامية للديانات الثلاثة، فاليهودية نزلت على موسى عليه السلام في أرضها، وحمت المسيحية بحماية نبيها عيسى عليه السلام وأمه، والإسلام انتشر في ربوعها وكان له باع طويل في الحفاظ على اليهودية والمسيحية.

وعندما تمكن هيردوس الملك الروماني من قتل زكريا ويحيى عليهما السلام، خوفًا على ملكه، التفت إلى المسيح عليه السلام لكي يقتله، فلما فشل قرَّر قتل جميع أطفال بيت لحم دون السنتين فلم تجد مريم عليها السلام ملجأ آمن تلجأ إليه سوى مصر فقررت الهرب إليها مع طفلها ويوسف النجار كفيله من بيت لحم بفلسطين.

الرحلة المقدسة لعيسى عليه السلام

دخلت العائلة المقدسة مصر من طريق غير معروف لجنود هيرودس الذين راحوا يطاردونها  للقضاء على المسيح وهو ما جعلها تغير مكان إقامتها على امتداد مدن مصر المختلفة حيث تقول المصادر الشرقية والغربية إن عمر المسيح كان سنتين، مرت العائلة بثلاثة مواقع في شمال سيناء وثمانية عشر موقعًا في وادي النيل ودلتاه وصلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية وجبل الطير في الصحراء الشرقية وعبرت المجرى الرئيسي لنهر النيل أربع مرات.

بدأت الرحلة من بيت لحم إلى مدينة رفح ثم مدينة العريش على البحر الأبيض المتوسط ثم وصلت إلى مدينة الفرما فكانت المحطة الأخيرة التي حلت بها العائلة المقدسة في سيناء ثم واصلت السير إلى تل بسطا بالشرقية بجوار مدينة الزقازيق ثم وصلت إلى مدينة مسطرد ورجعت إلى هذا المكان مرة أخرى في طريق عودتها إلى فلسطين.

وبعد أن تركت مسطرد وصلت إلى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ومرت على بلبيس أيضًا فى رجوعها وبعد بلبيس اتجهت شمالًا إلى مدينة سمنود ثم واصلت السير غربًا إلى منطقة البرلس فوصلت مدينة سخا ثم عبرت الفرع الغربي للنيل حتى وصلت إلى وادي النطرون.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر