(10) يوميات… فيروس الكورونا

علَّمنا فيروس كورونا:

أن الإعلامي الذي يُضلِّل الناس من أجل السلطة والمال أخطر علينا من الكورونا

وأن الصحفي الذي يذيع أخبار كاذبة وينشر الإشاعات والبلبة بين الناس أخطر علينا من الكورونا

وأن الفنان الذي يُدمر القيم والأخلاق وينشر الفساد بين الناس أخطر علينا من الكورونا

وأن لاعب الكرة الذي يعتبر نفسه نجم ولا يقدم سوى اللعب واللهو أخطر علينا من الكورونا

وأن ضابط الشرطة الذي لا يراعي ضميره بما يملك من سلطات أخطر علينا من الكورونا

وأن ضابط الجيش الذي لا يضع في اعتباره أمن الوطن والمواطن أخطر علينا من الكورونا

وأن القاضي الذي ينصف الظالم على المظلوم ويبرئ اللص والسارق أخطرعلينا من الكورونا

 وأن أستاذ الجامعة الذي يستغل منصبه في نجاح الفاشل ورسوب الناجح أخطرعلينا من الكورونا

وأن الذين يسرقون آثار بلادهم من أجل الكسب الحرام أخطر علينا من الكورونا

وأن صاحب الفرن الذي يغش رغيف العيش ويجمع ماله من حرام أخطر علينا من الكورونا

والتجار الذين يستغلون الأزمات ويرفعون الأسعار ثلاثة أضعاف ويحتكرون السلع   والبضائع أخطر من الكورونا

وأن كل ما له علاقة بمصالح الناس والحفاظ عليها مثل المقاول والترزي والميكانيكي والنجار والطباخ والنقاش والكهربائي والبقال وغيرهم ويغش الناس ويسرقهم أخطر علينا من الكورونا

لقد عرى فيروس الكورونا البشر من بشريتهم فظهروا على حقيقتهم بعد أن فسدت أخلاقهم، وضاعت قيم الإنسانية بينهم، وشاعت كل الموبقات بفعل الأنانية والمصلحة الشخصية، حتى يفكروا قليلًا فيعودوا إلى رشدهم وبشريتهم من أجل عمارة الأرض بالحق والعدل والمساواة، أو يذهبوا إلى الجحيم في الدنيا وفي الآخرة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر