(25) الإسلام… والقبلتين
بعد الاستنجاء والتخلص من فضلات الجهاز البولي في البول والتخلص من فضلات الجهاز الهضمي في البراز والتي من أجلها كانت سنن الاستنجاء والتي أكدها الرسول صلى الله عليه وسلم في مجال حديثه عن الصحة العامة من باب الحفاظ على النظافة الشخصية والتي تمثلها الطهارة في كل الأحوال.
فكان الماء أفضل في الاستجاء، لأنَّه أبلغ في تنظيف مكان السبيلين، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي أَهْلِ قُبَاءٍ بالمدينة المنورة”، قال تعالى: “فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا” (التوبة: 107)، قَالَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالمَاءِ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةُ” رواه أبوداود.
وكان الاهتمام بالوضوء وفروضه وسننه، استكمال لأوامر الله سبحانه وتعالى في الطهارة الظاهرة وفي نفس الوقت استكمال تنظيف الفتحات الأخرى الموجودة في الجسم وتنظيفها من كل المخلفات في الأنف عن طريق الاستنشاق وفي الفم عن طريق المضمضة.
وفي الأذن لغسل مخلفاتها من الدهون وفي العينين لغسل مخلفاتها من الدموع وفي الجلد لغسل مخلفاته من العرق والدهون وكل هذه الأدران والأوساخ موجودة في وسائل الإدراك الخمسة في الأذن لتنشيط السمع وفي العين لتحسين النظر وفي الأنف لتحسين الشم وفي الفم لتحسين التذوق وفي الجلد لتحسن الإحساس.
ومن هنا نجد أن الوضوء يشمل تنظيف كل الأماكن الأكثر عرضة للميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات ومختلف الكائنات والتي تبلغ في الحد الأدنى في إنسان وزنه مائة كيلو جرام أكثر من ألف تريليون ميكروب في حاجة ماسة ولازمة وضرورية ومتكررة للتخلص من هذه الآفات المدمرة لصحة الإنسان ماديًّا ومعنويًّا.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر