(2) قيم… رمضانية
كل القيم الرمضانية المنبثقة من هذا الشهر الكريم، تعتمد على منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة والتي يجب على الإنسان المسلم التمسك بها في كل أقواله وأفعاله وأعماله، فتكون له نبراس تنير له الطريق في مشوار حياته في الدنيا بعمرها القصير في الزمان والمكان.
كي يظفر بالآخرة والنجاح الذي ليس بعده نجاح فيعيش مع ربه بعد أن عاش في الدنيا بأسبابه بلا حدود للزمان والمكان ومن ثم فإن الهدف من هذه القيم الرمضانية تبصير الحائرين بالطريق المستقيم ووضعهم على جادة الصواب والوقوف على قيمة الجواهر التي يزخر بها منهج القرآن الكريم، لتأمين مصيرهم الأخروي من خلال ربطه بمصيرهم الدنيوي برباط وثيق.
وإذا كنا ندرك أن رمضان هو الشهر الوحيد، الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم من بين الشهور الاثنى عشر القمرية المتعلقة بالهلال، لما له من هذا الفضل العظيم والمكانة العالية والمنزلة الرفيعة.
قال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة: 185).
فشهر رمضان هو شهر ذروة العبادة والطاعة للمؤمنين للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ولكنها طاعة عن حب واختيار وليست طاعة عن قهر وإجبار، لأن الله سبحانه وتعالى يريد من عباده أن يأتوه طائعين برضا وحب وعشق واختيار وهذا هو المعيار الذي يقاس به إيمان المرء من عدمه في كل الأحوال.
وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الثانية والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان عن أنه ذروة العبادة والطاعة في الإسلام لله سبحانه وتعالى على غيره من أشهر السنة، لأنه شهر نزول القرآن الكريم.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر