(35) قيم… رمضانية
استغلال طاقات الشعب بشكل عام وطاقة الشباب بشكلٍ خاص في توفير فرص عمل لاستغلال طاقته وحركته في الحياة، فتتحول الطاقة إلى حركة ويتم ترجمتها إلى إنتاج، يحل به الإنسان مشاكله ومشكلة أهله وشعبه.
مما يشجع الإنسان على أن يقبل على العمل والحركة والإنتاج بشكل روتيني من أجل كفاية حاجته وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى إقدامه على العمل والإنتاج بهمة وحب وحيوية ونشاط، فيتحول العمل إلى فكر متطور في وجود الإبداع والابتكار والاختراع الذي يؤدي إلى تطوير الإنتاج، فيصب في المصلحة العامة للناس التي يحافظ عليها الإسلام.
وتوفير الوظيفة يساعد في توفير المأكل والمشرب والملبس والمسكن وهذه كلها دعائم استقرار الإنسان في الحياة وبغيرها لا يستطيع أن يكمل مشوار حياته فلا يهمه العمل ولا يهمه الإنتاج ويتحول إلى عالة على نفسه وأسرته ووطنه، فلا يشعر بقيمة وجوده في الحياة فيدفعه ذلك إلى ارتكاب كل الجرائم أو يكون له دافع للانتحار للتخلص من حياته التي أصبحت بلا قيمة في دنيا الأحياء .
ومن هنا كانت أهمية العمل في الإسلام الذي حثَّ عليه القرآن الكريم ومنهج النبوة، لأنه هو الأساس في صناعة حاضر ومستقبل الإنسان، وكل هذا يؤدي إلى توثيق علاقات الحب والتواصل بين أفراد المجتمع في وجود الإيثار وإنكار الذات الذي يتغلب على الأنانينة والكراهية سبب فناء الأمم والشعوب والأفراد والجماعات.
وهذه الكفاية في متطلبات الحياة السبعة، تحد من الأخلاق الرديئة والقيم الوضيعة التي تعتمد على الكذب والنفاق والخداع والاحتيال والغش والسرقة والتزوير والخيانة وتحد من مستوى الكراهية وانتشار العنف بين الناس، وتؤدي إلى إنتشار الصدق والأمانة والشفافية والمساواة بين الناس، مما يؤدي إلى وجود مجتمع مسالم وأمن مطمئن خالٍ من الحقد والكراهية وخالٍ من الملوثات بعد أن شعر الناس باستقرار حياتهم.
وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الخامسة والثلاثون والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان في الدائرة الثانية في الدنيا عن أهمية العمل في الإسلام وتوفير أدنى متطلبات حياته في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والوظيفة والرعاية الصحية والخدمة الاجتماعية في الحد الأدنى ثم الكفاية الإنتاجية ومن ثمَّ الرفاهية، لأن الإسلام في جوهره يحافظ على المصلحة العامة للناس.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر