(41) قيم… رمضانية
لا مكان للمساواة في التكوين الوظيفي والفسيولوجي والتشريحي بين الرجل والمرأة في الإسلام، لأن كل واحد منهما له من الخصائص التي تميزه عن الآخر في خلقه وتكوينه ومهام وظيفته وتأثره بهرمونات الذكورة إن كان ذكرًا وهرمونات الأنوثة إن كانت أنثى مع تقدير مساحة الاتفاق والتكامل الواسعة بين الجنسين والتي تطغى على المساحة الضيقة للخلاف والتي تأكد أنها معدومة.
فهناك تكامل في الجنس بين الذكورة والأنوثة فكلاهما مخلوق من أجل القيام بالوظيفة التي تتناسب مع إمكانياته المادية والمعنوية وكلاهما يكمل الآخر مثل الليل والنهار، فلا فضل للذكورة على الأنوثة ولا فضل للأنوثة على الذكورة.
وفي نفس الوقت فوجود الذكورة والأنوثة دليل على عظمة الخالق الله سبحانه وتعالى، فزيادة هرمون الذكورة على الأنوثة يجعل الإنسان ذكر بمواصفات الذكورة وزيادة هرمون الأنوثة على الذكورة يجعل الإنسان أنثى بمواصفات الأنوثة والأغرب من كل ذلك في التقاء الذكر بالأنثى لينجب ذكورة وأنوثة فسبحان الخلاق العظيم.
أمَّا مع غير المسلمين فالمساواة واضحة البيان في كل شأن من شئون الحياة اليومية في العمل والحقوق والواجبات، فلا غبن ولا قهر ولا ظلم ولا اتباع للهوى ولا مجال للغش والتزوير ولا مكان للوساطة والمحسوبية ولا حياة للاحتقار والاحتكار، طالما الجميع متفقين على الحفاظ على مصالح الجميع وأنه لا فرق بين إنسان وآخر سوى في الخبرة والكفاءة وحسن السير والسلوك والعمل والجد والاجتهاد وهكذا علمنا منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة.
وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الحادية والأربعون والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان في الدائرة الثانية في الدنيا عن أهمية وجود الزوجين الذكر والأنثى من أجل استمرار الحياة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر