(49) قيم… رمضانية
إيجاد أجيال تعتز بوطنها وتؤمن بدينها وتؤمن بالقيم والأخلاق والسلوك والمبادئ، التي أكدها الإسلام وتستفيد من الآخرين دون أن تفقد هويتها أو تذوب في هوية الأمم الأخرى هو الهدف الذي يمكننا من خلاله تحقيق أمل وأحلام هذه الأمة.
فالهوية الوطنية هي القبلة التي تتحكَّم في الأهواء والشهوات وتُعزِّز من أواصر الاتفاق والتقارب والتلاقي وتقلل من مستوى الفرقة والاختلاف في وجود الخلاف والاختلاف في وجهات النظر التي تدعم الوفاق والاتفاق ولا تفسد للود قضية.
أما الإيمان بالإسلام هو الذي يقوِّم سلوك الإنسان ويهديه إلى الطريق المستقيم ويدفعه إلى اتقان العمل بحيث يتحوَّل العمل فيه إلى عبادة في كل الأعمال والأقوال والأفعال وتتحوَّل العبادة إلى عمل، لأنه لا إسلام دون عبادة أو معاملة، فكلاهما يكمل الآخر كالروح والجسد.
أمَّا الانتماء فهو الذي يدفع الناس إلى الجد والعمل وتحسين الإنتاج وتطويره حتى يصبح له قيمة حقيقية تعبر عن حقيقة الانتماء لهذه الأمة ولذلك فإن الانتماء هو البصلة التي تضبط الاتجاه وتحدده بدقة متناهية من أجل دفع الأمة إلى التقدم والازدهار.
وغياب الهوية والانتماء للوطن والدين أو تحويلهما إلى صورة نمطية مختزلة، يعزز من الخيانة والعمالة للأعداء بعد نسيان الوطن والدين، لذلك نجد أنه من السهل عند هؤلاء التخلي عن هويتهم الدينية وانتمائهم الوطني، عند أول خطوة يبحث فيها الشص منهم عن مصالحه الشخصية من أجل الحفاظ على مصالحه الذاتية أو من أجل سرقة بضعة دولارات ولو كانت بالمليارات بغض النظر عن الآثار الجانبية المترتبة على ذلك حتى ولو كان تدمير البلاد وتخريب المؤسسات.
وهذه القيمة الرمضانية العظيمة التاسعة والأربعون والتي يجب علينا أن نتعلمها، من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان في الدائرة الثانية في الدنيا، تؤكد أن إيجاد وخلق أجيال تعتز بوطنها وتؤمن بدينها وتؤمن بالقيم والأخلاق والسلوك والمبادئ، التي أكدها الإسلام هي الأساس في بناء الأمة ونهضتها.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات