(15) إشراقات… رمضانية
إذا كان الطعام هو نتاج خدمة مميزة ميَّز الله بها الإنسان المكرَّم على سائر الكائنات فأصبحت مسيرة، من أجل خدمة الإنسان فالحيوان يخدم الإنسان والنبات يخدم الإنسان والحيوان والجماد يخدم الإنسان والحيوان والنبات فمن إذًا يخدم الإنسان سوى خالقه الله الذي وفر له هذا الطعام، الذي يحتوي على كل العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على صحته من أجل العلم والعمل والإنتاج حتى يحصل على مزيدا من الطعام.
وحثَّ الإسلام الإنسان على السعي للحصول على الغذاء المتوازن، كما نبَّه إلى عدم التبذير والإسراف في تناول الطعام وظهر واضحًا وجليًّا في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو الإنسان إلى الحفاظ على صحته، فلا يملأ بطنه ولا يعيش على حد الكفاف بل الوسطية والاعتدال وهكذا كان الإسلام في الحفاظ على الطعام والشراب وعدم إهداره، وكذلك في الفكر والاعتقاد وعدم التطرف الذي حثَّ عليهما في كل الأحوال.
والإسراف في الطعام يؤدي إلى الإصابة بكل الأمراض التي تقضي على الصحة وتدمرها، حتى أنها تجعل كل الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة تشكو دائمًا من التعب والإرهاق من كثرة تناولها للطعام بل ويؤدي إلى إصابتها بكل الأمراض التي تحرم صاحبها من تناول أدنى احتياجاته من الطعام.
وهذا فيه إعجاز هائل، فإذا أسرف الإنسان في تناول السكريات أصيب بمرض السكر الذي يحرمه من السكريات ويدمر كل أعضاء جسمه بشكل ممنهج ما لم يحافظ على العلاج مع التوازن في تناول الطعام حسب تعليمات الطبيب وإلا فقد أعضاءه واحدًا تلو الآخر وإذا أسرف في تناول الدهون فإنه يصاب بأمراض الضغط والقلب والشرايين فيؤدي إلى ضعف قوته وعدم قدرته على العمل والإنتاج مع ما يلحقه من آثار ضارة وخطيرة على صحته وفي الإكثار من البروتينات يصاب المرء بداء الملوك الذي يمنعه من اللحوم فيؤثر على كفاءة أعضاء الجسم.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر