(38) خلق آدم من تراب… معجزة إلهية
تشير الأبحاث العلمية في عام 2020، عن وجود فراغ هائل داخل الذرة، حيث أثبتت أن المساحة الفارغة داخل ذرة الهيدروجين بين النواة والإلكترون هائلة، وتمثل 99.9999999999996% من حجم الذرة، إلا أن الذرة من الناحية الفنية تبدو صلبًا جدًا.
فمن أين أتت الذرة بصلابتها، بالرغم من وجود هذا الفراغ الهائل الذي يملؤها عن آخرها، إنها القوة الكهرومغناطيسية التي تتحكم في الإلكترون وتمنعه من السقوط على نواة الذرة فتنهار، فعندما تلمس شيء تلمسه بذراتك الصلبة، وعندما تجلس على شيء فإنك تجلس عليه بذراتك الصلبة، ولكنك لا تشعر بهذه الذرات ولا بالقوة الكهرومغناطيسية التي تتحكم في إلكترونات جسمك وتدفعها بعيدًا عن نواة الذرة.
وهذ يمنع سقوط السماء على الأرض، لأنها مجموعة من الذرات المتماسكة، فمن يقف خلف وجود تماسك الذرات ووجود القوي الأربعة بشكل عام والقوة الكهرومغناطيسية بشكل خاص، إلا إذا كانت جميعها في قبضة الرحمن الله سبحانه وتعالى.
فجسم الإنسان، الذي يزن مائة كيلو جرام يحتوي على مائة تريليون خلية، وكل خلية فيها مائة تريليون ذرة، وكل ذرة بها أكثر من مائة جسيم أولي، فكم مساحة الفراغ داخل الذرات في الخلية الواحدة في المائة تريليون خلية في جسم الشخص الواحد.
ومع ذلك فإن خلاياه وأنسجته وأعضاءه وأجهزته متماسكة، ولولا وجود القوة الكهرومغناطيسية لطارت أعضاء الجسم في الهواء مثل اليدين والذراعين والرجلين والأذنين والعيين و و و، وهكذا لولا ثبات هذه القوى التي تمنع تفرق جسم الإنسان بالقطعة في كل اتجاه.
الأبحاث العلمية وما ينطبق على الإنسان
وما ينطبق على الإنسان ينطبق على الحيوانات والطيور والحشرات والجمادات والكائنات الدقيقة، فما بالك بالسماوات والأرض، المهم للغاية في هذا المجال، أننا يجب علينا أن ندرك، أننا مجرد مساحات فارغة في داخل إنسان فارغ، وعلى كوكب فارغ وفي كون فارغ وفي حياة فارغة وهذه هي حقيقة الحياة التي نعيشها.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالبرغم من هذا الفراغ الهائل في ذرة الهيدروجين والذي يمثل 99.9999999999996%، والتي يتكون منها الكون إلا إن الكون صلب ومتماسك بشكل معجز ومنقطع النظير بقدرة الله وحفظه.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر