(26) مصر… في الحج
هل تنقلب الآية وينقلب السحر على الساحر كما حدث مع الفرعون، بعد كل هذه السنوات الطويلة، ويتنمر عليهم البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط، فيخسفهم ويغرقهم بطوفانه، أم أنهم في حاجة إلى المحيط الأطلنطي كي يبتلعهم بالرغم من أنه لا يتسع لكل أخطائهم المدوية.
أم يبتعلهم المحيط الهادي لسعته واتساعه البالغ مائة وسبعون مليون كم مربع، فهل تغسل محيطات الأرض كل أخطاء اليهود وخطاياهم التي ارتكبوها في حق الله وفي حق البشر أم أن الطوفان سيأتيهم على عجل ويطالهم فيضان نوح عليه السلام، بعد التقاء الماءين على أمر قدر ماء السماء وماء الأرض، فهل من معتبر يعتبر.
فكما كان الماءين في نهر النيل والبحر الأحمر سببًا في نجاة اليهود، فهل يكون الماءين في النيل والبحر الأحمر، سببًا في هلاكهما أم أن ماء الأرض وماء السماء كفيلا بهما وكلاهما مصدر للماء العذب والماء المالح أم سيكفيهم ماء المحيطات، حتى تطهرهم من الذنوب والآفات، ويعودوا كما كانوا أبناء الأنبياء إسحاق ويعقوب عليهما السلام.
لم يتعلم اليهود الدرس الذي حدث لهم منذ 3 آلاف سنة على يد الفراعنة، وها هم اليوم ينقلبون على أنفسهم وعلى العالم، فيصنعون بالعالم ما صنعه بهم الفراعنة من قبل بشكل عام، وبالعالم العربي والإسلامي بشكل خاص ومصر في قلب هذه الأمواج العاتية.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فهل تتكرر المعجزة الكبرى، دون وجود موسى وعصاه ويشرب اليهود وبني إسرائيل من نفس الكأس الذي شربه الفراعنة فغرقوا في البحر ولكن في هذه المرة ستكون المعجزة أعظم من معجزة انفلاق البحر، لأنها لو حدثت ستحدث بأمر الله في غياب موسى وعصاه، فهل من معتبر قبل وقوع الواقعة التي ليس لها من دون الله كاشفة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات