(58) الإسلام… في ميلاد الرسول
الحديث عن مملكة النباتات وأهميتها في الحياة، لن ينتهي في كتابة بضع مقالات ولو كانت بعشرات الآلاف، إنما يحتاج إلى مجلدات تملأ بين الأرض والسماء، ولن يعطيها أحد حقها في الكتابة عنها، ولن يقدرها أحد حق قدرها، فيما قدمته وتقدمه للناس والكون من خير وعطاء ورفاهية في هذه الحياة، إلا الله.
ولولا وجود النباتات ما وجدت حياة على الأرض، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأنعام: 141).
وتُمثل النباتات قيمة غذائية عالية لجسم الإنسان في أجزائها السبعة، في الجذر والجذع والساق والأوراق والبراعم والزهور والثمار، فتمده بالماء والأكسجين اللازميْن للحياة، وتمده بالغذاء في البروتينات والنشويات والدهون والأملاح المعدنية والفتامينات.
الحديث عن مملكة النباتات
فالخضراوات نباتات موسمية، تتميز بلونها الأخضر وتسمى بالنباتات العشبية، وتستخدم في الطبخ لإطعام الإنسان، فالأوراق في الملفوف والخس وورق العنب والساق في الفجل والجرجير والبقدنوس والجذر في الجزر والبطاطس والبطاطا، والبصيلات في الثوم والبصل، والبذور في الفاصولياء والبازلاء والثمار في الطماطم والفلفل والخيار والقرع، وتقوم بذلك بشكل ذاتي وتلقائي، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
ومن أسماء النباتات، التي وردت في سور القرآن الكريم، حوالي 32 اسم، مثل الحب (القمح- الشعير- الخردل- الزرع- النباتات- الشجر “له ساق”- النجم “لا ساق له”- السنابل- البقل- قثاء “الخيار”- الفوم “الحنطة- الفول”- العدس- البصل- اليقطين “القرع”- الزنجبيل- الريحان- الفاكهة- التين- العنب- الرمان- النخيل- الطلع “الموز”- قنوان- الثمر- الرطب- الزيتون- السدر “النبق”- الأثل “شجرة ثمارها حمراء لا تؤكل”- الخمط “الأراك”- ابا “فاكهة الحيوانات”- القضب “علف الحيوانات”- الكافور- الزقوم “شجرة ثمارها مرة طلعها مثل رؤوس الشياطين لا تنبت إلا في تهامة”).
وكل هذه النباتات تقوم بوظيفتها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الرعد: 3).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالنباتات بأسمائها المتباينة وأنواعها المختلفة، وثمارها المتنوعة، والمتميزة بطعمها المختلف، لها دور محوري في بقاء على الأرض وحمايتها، بلا زيادة أو نقصان إلى قيام الساعة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر