(1) أمريكا… في وجه العاصفة
لكي نفهم حقيقة الصراع بين الشرق الإسلامي والغرب وقضية تبادل الأدوار في حكم العالم، على مدار ألف سنة من هيمنة الإسلام على العالم، علينا أن نفهم قصة المشروع الغربي، وحكايته مع الشرق الإسلامي من نقطة البداية إلى نقطة النهاية.
وما الذي أوصل الغرب إلى هذه الحالة المرضية المزمنة من الغطرسة وحب الذات؟.. وما الذي دفع أمريكا إلى العلو والاستكبار في الأرض، مع أن نموذج الفراعنة، ما زال ماثلًا في العقول والأذهان، وما زال قائمًا على قدم وساق، فيذكر الجميع بما لحق فرعون وقومه والذي ادعى الألوهية، فغرق هو وحضارته في اليم في لحظات.
وتتكرَّر نفس القصة ونفس السيناريو ونفس الحوار، مع العرب من قوم عاد وقوم ثمود، والذين انهارت حضارتهم على رؤوسهم، ولم يستطيعوا صيانتها وترميمها ومنعها من الانهيار، بالرغم من التقدم العلمي الذي أحدثوه من أكثر من 7000 سنة.
الصراع بين الشرق الإسلامي والغرب
سأستعرض ذلك في سلسلة مقالات لموقع إعجاز -إن شاء الله- عن “أمريكا… في وجه العاصفة”، والذي يجب قراءته بدقة، لأنه يُلخص حال الغرب مع الشرق، ويوضح حقيقة الصراع بينهما، منذ بزوغ فجر الإسلام على العالم بشكل مبسط، ثم من يقف خلف هذا التصعيد؟، وما الذي يستفيده الغرب من مواجهة الإسلام في عقر داره وعلى امتداد الكرة الأرضية.
حتى نعرف حقيقة المشروع الغربي ونفهم قصة الصراع بينه والشرق الإسلامي، والذي بدأ أولى معاركه الحقيقية مع الإسلام، مع بداية الحروب الصليبية منذ عام 1096، ولم تنتهي حتى 2020، بل تمتد وتتسع رقعتها، وبدلًا من مقارعة الغرب للإسلام في عقر داره في الشرق، ذهب الإسلام إلى الغرب لمقارعته في عقر داره في الغرب.
فبدأت المواجهة في الشرق الإسلامي ووصلت إلى الغرب، وانتهت بمواجهة شاملة في الشرق والغرب، ولكنها في الحقيقة والواقع مواجهة مصطنعة من الغرب وأتباعه في الشرق ضد الإسلام وأهله الفائز فيها الإسلام، مهما استخدمت ضده من أسلحة مادية أو معنوية.
فكلما شحذ الغرب ووكلائه في الشرق أسلحتهم، وشحن أتباعه ضد الإسلام، تقدم الإسلام بخطوات قوية ووثابة ليقرع أبواب أوروبا ومؤسساتها المختلفة، بقوة الحق والعدل فيدخله الجميع، بعد معرفة ما فيه من خير ورحمة وعدل وإنسانية، دون مجهود يذكر من قبل الإسلام وأتباعه.
فالهجوم على الإسلام، أصبح القاطرة التي تدخل العالم في دين الله أفواجًا، بعدها سيُدرك الغرب أنه كان مخطئًا في نظرته للشرق، والعقلاء في الغرب يُغيرون من نظرتهم للأمور إذا شعروا أن الآخرين في الإسلام محقون.
فيدخل الجميع الشرق والغرب في الإسلام امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام، بالرغم من كل التخطيط المسبق وكل التدبير المحكم من الغرب وأتباعه تجاه الشرق وأهله، وإنا لمنتظرون التحام حضارة الغرب مع الإسلام، فيصبح الإسلام حضارة الشرق والغرب معًا.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر