(7) أمريكا… في وجه العاصفة
حسم الجنرال مارك ميلي، رئيس أركان الجيش الأمريكي مارك ميلي، الموقف من الانتخابات ورفع سقف التحذير إلى اللون الأحمر، فأطلق رصاصة الرحمة على ترامب ومؤسسته الرئاسية، بعد أن اعتبر أن الدستور، خط أحمر لا يمكن تجاوزه، مما جعل ترامب وطاقمه الحقوقي ينسحب بالتدريج من رفع دعاوى قضائية، يطعن فيها في نزاهة الانتخابات.
فكان رد فعله قويًّا وقاسيًّا على الجميع، فأعلن أنهم في الجيش الأمريكي، لا نقسم يمين الولاء لملك أو ملكة أو طاغية أو ديكتاتور، لا نقسم على الولاء لفرد ولا نقسم على الولاء لبلد أو قبيلة أو دين، نحن نقسم على الدستور، وهذا معناه حماية الشعب من طغيان السلطة التنفيذي.
الموقف من الانتخابات في أمريكا
فكان بمثابة التحذير الأخير للرئيس، فهل يقبل أن يطبق هذا المعيار على بلاد العالم بشكل عام والعالم العربي والإسلامي بشكل خاص، وداخل بلاده في حماية الهنود الحمر الذين اكتشفوا الأمريكتين، قبل الإسباني كريستوفر كولومبوس، وحماية الأفارقة الذين بنو أمريكا، مثل حماية البيض الذين هاجروا إلى أمريكا من أوروبا، فيعيد بناء هذا المزيج البشري الرائع، والتنوع الإنساني الفريد، الذي يصب في نهاية المطاف في صالح أمريكا والإنسانية، بدلا من التلاعب بمصالح الإنسانية.
فامريكا الآن في مفترق طرق، فلن تستطيع إقامة مجتمع متجانس، على حساب الهنود الحمر أو الأفارقة، كما لم تتمكن أستراليا من فعل ذلك، وبالطبع لن تتمكن إسرائيل بالإحلال محل فلسطين مهما كانت القوة ومهما طالت السنين، فكله مؤقت وزائل في نهاية المطاف، هكذا يقول التاريخ، الذي تشهد به حضارة السابقين.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر