(3) ميلاد عيسى… الحقيقة والواقع
نعود إلى الحديث عن ميلاد عيسى عليه السلام ومعجزة حمله بنفس المقاييس العلمية والمعايير الطبية التي خلق بها آدم وحواء وعن الطريقة التي خلق بها بعد أن فهمنا الطريقة التي خلق بها آدم عليه السلام وزوجته حواء.
وهذا يمكننا من فهم الطريقة التي خلق بها عيسى عليه السلام فقد حملت أمه مريم في عيسى عليه السلام وهي عذراء بكلمة “كن فيكون”.
فلا غرابة إذًا من أن يخلق الله سبحانه وتعالى عيسى عليه السلام من غير أب، فقد خلق الله سبحانه وتعالى من قبله أبو البشر آدم عليه السلام من غير أب ومن غير أم وخلق زوجته حواء من أب بلا أم، فالإعجاز في خلق آدم وحواء قائم وأكبر بكثير من الإعجاز في خلق عيسى عليه السلام.
عيسى ابن مريم ليس إله
ومن هنا نجد أنه لا مبرر على الإطلاق بكل المقاييس العلمية والمعايير الطبية أن يدعي البعض كذبًا وبهتانًا على أن عيسى عليه السلام هو الله أو هو ابن الله أو هو الأب والابن إله واحد فلا يمكن بأي حال من الأحوال قلب الحقائق والوقائع التي تؤكد بشرية مريم عليها السلام وتؤكد بشرية عيسى عليه السلام، وتؤكد بشرية أبو مريم عمران وبشرية أم مريم حنة والتي تقول إن مريم عليها السلام وأهلها بشر وأن عيسى عليه السلام بشر.
فكيف يصبح الحق الذي يؤكد بشرية عيسى وأمه باطل بالادعاء بألوهية عيسى عليه السلام إلَّا إذا تم إلغاء عقول الناس، فأصبحوا بلا فهم ولا فكر ولا علم ولا عقل بغض النظر عن الطريقة التي نقل بها هذا الحدث في ميلاد عيسى عليه السلام التي تؤكد بشريته.
ومن هنا نلاحظ أنه من البديهيات والاستنباط العلمي أن خلق عيسى عليه السلام من أم بلا أب أسهل بكثير في فكر العلم وفهمه من خلق آدم عليه السلام الذي خلق دون أب أو دون أم وأسهل بكثير من خلق حواء التي خلقت من أب دون أم ومع ذلك لم يدعي أحد أن آدم هو الله أو هو ابن الله كما ادعي البعض أن عيسى هو الله أو أنه هو ابن الله.
فالحقيقة العلمية المجردة والمجزوم بها والواقعة على أرض الواقع والتي يمكن أن تقيم عليها دليل تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن عيسى عليه السلام بشر وتنفي بشكل علمي قاطع وعلى وجه الإطلاق أن يكون عيسى عليه السلام هو الله أو هو ابن الله أو هو الأب والابن إله واحد على عكس الجهل والأمية والتقليد والظن والشك والوهم الذي يقول بذلك.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر