(9) إن الدين عند الله… الإسلام
المخلوقات الثلاثة التي خلقت بكن فيكون، آدم خلق دون أب وأم في غياب الحيوان المنوي والبويضة وحواء خلقت من أب دون أم في غياب الحيوان المنوي والبويضة، وعيسى خلق من أم دون أب بكلمة من الله في وجود البويضة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
أما المخلوق الرابع، فخلق البشر جميعًا داخل الرحم إلى قيام الساعة من التقاء الحيوان المنوي مع البويضة، فتكونت خلية مخصبة واحدة، وبعد تسعة أشهر تصبح جنين وزنه في المتوسط أربعة كيلو جرام، يحتوي على أربعة تريليون خلية، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
والجزء النوراني من الحيوان المنوي والبويضة، يُمثل 99.99%، بناء على المعايرة المادية للروح، بينما الجزء المادي الظاهر من الحيوان المنوي والبويضة، يمثل أقل من 0.01%، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا معناه أن الخلية المخصبة كونت أربعة تريليون خلية في تسعة أشهر، وكل خلية ذهبت إلى مكانها، فخلية السمع ذهبت إلى الأذنين وخلية البصر ذهبت إلى العينين، وخلية الشم ذهبت إلى الأنف، وخلية التذوق ذهبت إلى اللسان، وخلية الجلد ذهبت إلى الجلد، وخلية المخ ذهبت إلى المخ، وخلية القلب والكبد والكلى وغيرها ذهبت إلى مكانها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
مراحل الإنسان في الحياة
بعدها خرج الجنين من الرحم فمر بمراحل الإنسان المختلفة في الحياة، من طفل رضيع حتى سنتين، ثم طفل حتى 7 سنوات، ثم صبي عند عشر سنوات، ثم فتى عند 12 سنة، ثم مراهق عند 14 سنة، ثم بالغ عند 17 سنة ثم شاب عند 19 سنة، ثم رجل من 20- 40 سنة، ثم كهل من 40- 60 سنة، ثم شيخ من 60- 80 سنة، ثم أرذل العمر من 80- 100 سنة، ثم يموت الإنسان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
والصيانة الذاتية والتجديد الدائم والمستمر الذي يحدث في جسم الإنسان على مدار اللحظة، على مستوى الجسيمات الأولية داخل الذرة الواحدة وعلى مستوى الذرات داخل الخلية الواحدة، وعلى مستوى الخلايا داخل النسيج الواحد، وعلى مستوى الأنسجة داخل العضو الواحد، وعلى مستوى الأعضاء داخل الجهاز الواحد وعلى مستوى الأجهزة داخل الجسم بما فيها الروح والجسد، امتثالًا لأمر الله والاستسلام لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد “إن الدين عند الله الإسلام”، في خلق البشر داخل الرحم، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد