(54) إن الدين عند الله… الإسلام
كان من المفروض على الإنسان العاقل أو حتى الإنسان الذي عنده ذرة واحدة من العقل، أن يذكر نعم الله عليه التي يعيش فيها، والتي لولاها ما عاش لحظة في الحياة.
فالهواء الذي يتنفسه والماء الذي يشربه، والطعام الذي يأكله هبة من الله سوف يحاسبه عليها في الآخرة.
وكان من المفروض على الإنسان العاقل، أن يذكر بها الآخرين، ولكن أهم هذه النعم وأخطرها على وجه الإطلاق نعمة الحياة، التي التقت فيها الروح بالجسد بأمر الله، ولولاها ما خلق الإنسان، وما وجد البشر على النحو الذي نراه عليه الآن وما كان له أثر في الحياة.
فالأمر الإلهي بالتقاء الروح بالجسد، من أجل النعم وأعظمها على الإنسان وهذه النعمة هي التي أدت إلى وجود كل هذا الكم الهائل من المخزون المشفر، من النعم داخل الإنسان.
النعم في حياة الإنسان
وكان ظهور هذه النعم في حياة الإنسان وسائر المخلوقات بشكل مرتب ومنظم، تمثل أحد أهم الآثار وأجلها، والناتجة من التقاء الروح بالجسد والتي من خلالها وبها يستطيع الإنسان أن يمارس دوره في الحياة.
وبالرغم من كل هذه النعم الظاهرة والباطنة التي منحها الله للإنسان وتغمره في حياته، فإن الكثير من الناس لا يشكر ربه على هذه النعم ولا يحمده عليها، ولكن بالعكس ينكر جميل ربه عليه، الذي وهبه كل هذه النعم بشكل عام، ونعمة الحياة بشكل خاص، ولا يشكره في قليل أو كثير من الأحوال إلا من رحم الله.
قال تعالى: “وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ” (سبأ: 13).
ولم يكفِ الإنسان عدم شكر الله على نعمه، بل ويتطاول على الله الذي وهبه كل هذه النعم، التي لا تعد ولا تحصى، فتجد الملحد ينكر وجود الله بصلف وغرور منقطع النظير يغيب عنه فهم معنى الحياة، وتجد الكافر ينكر وجود الله وينكر البعث بعد الموت، وتجد المشرك يدعي كذبًا أن مع الله آلهة، وتجد المنافق لا يؤمن بكل ذلك ويذهب خلفه العلماني وغيرهم، دون دليل أو برهان.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالكافر والملحد والمشرك والمنافق والعلماني، ينكرون فضل الله عليهم، بالرغم من أنه واهب الحياة للجميع، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات