(70) إن الدين عند الله… الإسلام
الكون الذي نعيش فيه الآن مخلوق بأسباب الله وخلق الله في مكوناته كل أسباب بقاءه، فأوجد فيه كل شيء متعلّق بحياة الكائنات الموجودة فيه بشكل متوازن، دون زيادة أو نقصان.
وسيظل هكذا إلى أن ينتهي عمره ويطاله الانهيار، وكأن المادة المخلوق منها الكون، تحمل في مكوناتها عمره الافتراضي، الذي ينتهي بنهايته.
فعملية انهيار الكون وما فيه من مخلوقات، تمثل مسار انتهاء الكون وما فيه من حياة، بكل مقاييسه العلمية بشكل معجز ومتفرد، كما كان خلقه معجز ومتفرد، والذي يُمثل عبء هائل عند انهياره، فوق طاقة البشر لا يمكن تحمله وفوق قدرته الاستيعابية بشكل لا يمكن تصوره، والذي ينجم عنه اختفاء الكون وما فيه في لحظات مرعبة، يتحول على إثره إلى ركام ويختفي الحياة باختفائه.
ما نهاية الكون؟
ولكن هل يبقى للكون أثر أو وجود بعد عملية الانهيار، وبعد اختفاءه من الوجود؟.. بالطبع لا، لأن المواد المصنوع منها الكون والمخلوقة له، لا أثر لها ولا وجود في بنية الكون وقدرته على صيانته الذاتية لنفسه في حياته، فما بالنا بالمخلفات الناجمة عن انهياره والتي لن يكون لها أثر أو وجود، لأنه لن يكون هناك إلا فراغ، لا يعلم مداه إلا الله.
وإذا الكون يتكون من المادة العادية في صورة إلكترونات وبروتونات ونيترونات، فإن المادة المظلمة والطاقة المظلمة التي تشكل بنيان الكون وما فيه غير معروف طبيعتها، ولا طريقة تكوينها، وبالتالي لن يكون هناك شيء يمكن رؤيته على وجه الإطلاق وحتى لو كان وجود، فمن الذي يراه بعد تفجير الكون والقضاء على كافة أنواع الحياة فيه.
ولكن تبقى الحقيقة العلمية، في أن الذي خلق الكون وسواه وركبه على هذا النحو بواسطة مواد غير مرئية للبشر هو القادر على تفكيكه، وإعادته إلى نقطة الصفر التي خلق منها، بلا مخلفات ولا بقايا مكونات للكون وما فيه.
قال تعالى: “إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ” (الانفطار: 1- 2).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد بناء الكون وهدمه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر