(78) إن الدين عند الله… الإسلام
كان الخرق الثاني في موازين الكون وقوانينه في المسيرة التي قطعتها الرحلة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في لمح البرق أو هو أسرع من البرق، في وجود محمد صلى الله عليه وسلم راكب على ظهر البراق، مع ملائكة في مكانة ومنزلة ومقام، كل من جبريل وميكائيل عليهما السلام.
ثم كان الخرق الثالث في موازين الكون وقوانينه والذي حدث في بيت المقدس، والذي تمثل في عودة الحياة إلى أجساد جميع الأنبياء والمرسلين، وعودتهم إلى الحياة الدنيا من الدار الآخرة، بعد أن نفضوا عنهم أثر التراب الذي لحق بهم في قبورهم، وعادوا إلى الحياة كما كانوا من قبل في الحياة.
ثم كان الخرق الرابع في موازين الكون وقوانينه، والذي حدث في بيت المقدس في عقد اجتماع بين محمد صلى الله عليه وسلم، وجبريل وميكائيل عليهما السلام، والذي ضمَّ فيه جميع الأنبياء والمرسلين، ودار الحديث عن انتقال أمر الخلافة والمنهج الإلهي من آدم وأبناءه وأحفاده وصفوة الرسل الذين اختارهم الله منهم، وأحياهم لحضور هذا اللقاء إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم.
الخرق الخامس في موازين الكون
ثم كان الخرق الخامس في موازين الكون وقوانينه، نصب المعراج أو السلم الإلهي، بين بيت المقدس في الأرض والملأ الأعلى، في سابقة هي الأولى والأخيرة في تاريخ الكون، وفي تاريخ الحياة البشرية ووجودها، وفي عمر الحضارة الإنسانية، بشكل مذهل ومعجزة تخطت كل المعجزات التي حدثت مع الأنبياء والمرسلين على مر الزمن.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الإسراء والمعراج، تخطت كل المعجزات التي حدثت في الكون، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر