(2) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
يُمكن القول إن كتابة القرآن الكريم وتوثيقه، تُمثِّل أعظم عملية توثيق وكتابة وتسجيل كتاب على مستوى الكون، وما فيه من السماوات السبعة والأراضين السبعة.
وبمشاركة فعالة من الكون وما فيه من مخلوقات بشكل عام، وقادة الملأ الأعلى وما فيه من ملائكة بشكل خاص، يتقدمهم جبريل عليه السلام، الذي كُلف من قبل الله سبحانه وتعالى، بنقل النسخة الأصليىة للقرآن الكريم، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، من الملأ الأعلى إلى الأرض، في سابقة كونية لامثيل لها على مستوى الكون وما فيه من مخلوقات.
كتابة القرآن الكريم
فكانت وثيقة كتابة القرآن الكريم وجمعه وتدوينه وتسجيلة، عملية خاصة وفريدة من نوعها لا مثيل لها ولا شبيه ولا نظير، على مستوى الكون والكرة الأرضية، وسوف أتحدث -إن شاء الله تعالى- في موقع إعجاز عن الكلمة الفصل في جمع القرآن الكريم، بشكل مفصل، في مجموعة من المقالات خلال شهر رمضان 1443هـ، احتفاء بمقدم هذا الشهر الكريم، الذي خصّه الله سبحانه وتعالى بنزول أول آيات من الذكر الحكيم، في ليلة القدر، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)) القدر 1 – 5.
ومن ثم فإن الحديث – إن شاء الله تعالى – سيكون عن الطريقة، التي جمع فيها القرآن الكريم، وتوثيقه في الملأ الأعلى قبل نقله إلى الأرض، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم، دون غيره، حتى نفهم مدى الحرص الشديد الذي أولاه الله سبحانه وتعالى لكتابه، سواء في كتابته وتسجيله وتوثيقه عنده، كتابًا وقرآنا عربيًّا، كتبه الله بنفسه في كتاب باللغة العربية، وقرآه الله بنفسه في قرآن قرأه باللغة العربية، فكان، كتابًا وقرآنًا عربيًّا.
فكانت عملية التوثيق، والجمع النوراني للقرآن الكريم في الملأ الأعلى، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، سابقة ومتقدمة على عملية التوثيق والجمع المادي للقرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، في الأرض.
احتفاظ القرآن بالتوثيق
فاحتفظ القرآن الكريم، بالتوثيقين، التوثيق النوراني في الملأ الأعلى، والتوثيق المادي الذي غلب عليه التوثيق النوراني، في الأرض بعد جمعه على نسق الجمع الأول في الملأ الأعلى، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، بواسطة جبريل عليه السلام.
فكانت عمليات الكتابة والقراءة والتوثيق النورانية، للقرآن الكريم، في الملأ الأعلى، مصممة ومبرمجة بشكل إلهي ممنهج، وكان التوثيق النوراني النموذجي في الملأ الأعلى، بما فيها التسجيل الذي يليق بمكانة ومنزلة القرءان الكريم، تم على مستوى الكتابة والقراءة بمعايير فريدة ومميزات خاصة، لم تتوفر في كتاب آخر، مثل ما توفرت لكتابة وقراءة القرآن الكريم، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، ومن ثم نقله إلى الأرض، كتابًا وقرآنًا عربيًّا.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد