(116) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
كان الأصل في البناء العلمي في الكون وما فيه من مخلوقات هو الإسلام، فكل شيء في الكون وما فيه من مخلوقات يدور في إطار الإسلام والاستثناء في الكون في الكفر والشرك والإلحاد والنفاق وهو الاستثناء الوحيد الموجود على مستوى الإنسان فقط، دون غيره من المخلوقات، التي امتثلت لأمر الله واستسلمت لإرادته في إطار الإسلام.
حتى أن جوارح الإنسان الكافر والملحد والمشرك والمنافق، كلها تسبح بحمد الله وتمتثل لأمر الله وتستسلم لإرادته في إطار الإسلام على مستوى الجسيمات الأولية، داخل الذرة في الخلية الواحدة وعلى مستوى الذرات داخل الخلايا وعلى مستوى الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة المختلفة في جسم الإنسان.. فقط اللسان هو الذي يعلن الكفر أو الإلحاد أو الشرك أو النفاق وعند راحته وصمته، عن الكلام يسبح تسبيح ذاتي بحمد الله.
الأصل في البناء العلمي
فكل الجسيمات الأولية داخل الذرة الواحدة في الذرات داخل الخلية الواحدة، في الخلايا في النسيج الواحد داخل العضو الواحد، داخل الجهاز الواحد، في كل أجهزة جسم الإنسان الواحد، تُسبِّح بحمد الله بشكل ذاتي وتلقائي حتى ولو كان صاحبها مؤمن أو كافر أو ملحد أو مشرك أو منافق.
وما يحدث على مستوى الإنسان، يحدث على مستوى الكون بما فيه من كواكب ونجوم ومجرات وعلى مستوى الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات والجمادات، وعلى مستوى الكائنات الدقيقة من الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات في انسجام تام وكامل وشامل بين سائر المخلوقات.
قال تعالى: “تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا” (الإسراء: 44).
فإذا كان الإسلام يدير الكون وما فيه من مخلوقات منذ 15 مليار سنة، فهذا معناه أن محمد صلى الله عليه وسلم، قد جيء به من أجل أن يكمل دائرة الإسلام في الكون على الإسلام العلمي الذي بني عليه الكون، كي يتقاطع مع الإسلام العملي، الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم على أرض الواقع، فيحدث تجانس بين الكون والإنسان ويكون الرابط بينهما هو الإسلام.
محمد صلى الله عليه وسلم
لذلك جيء بمحمد صلى الله عليه وسلم، كي يحول الإسلام العلمي الذي بني عليه الكون إلى واقع عملي على أرض الواقع، من خلال العقيدة والعبادة والمعاملة بين الناس، فيسود الإسلام حياة الناس ويملؤها بالانضباط والاستقامة كما هو حادث في الكون.
ومن هنا نفهم أن الإسلام، الذي جاء محمد صلى الله عليه وسلم، لاستكمال دائرة الإسلام في الكون ومنظومته بين الكون والإنسان.
ومن هنا فالذي يعتقد أن الإسلام جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، من أجل هداية البشرية إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، فعمر الإسلام عنده 1400 سنة، أمَّا الذي يفهم أن محمد صلى الله عليه وسلم، قد جيء به منذ 1400 سنة، من أجل استكمال دائرة الإسلام في الكون، من خلال تأكيد وحدانية الله سبحانه وتعالى، فعمر الإسلام عنده أكثر من عمر الكون البالغ 15 مليار سنة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر