(119) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
إذا كان الحرف الذي بني عليه القرآن الكريم، يكون البناء اللغوي للكلمة، فإن كل حرف مع مجموعة من الحروف يكون كلمة، وكل كلمة مع مجموعة من الكلمات تكون آية، وكل آية مع مجموعة من الآيات تكون سورة، وكل سورة مع مجموعة من السور، تكون القرآن الكريم، البالغ عددها 114 سورة.
فإن الإنسان الذي وزنه مائة كيلو جرام به مائة تريليون خلية، كل خلية فيها بصمة للحرف في الكلمة ، الذي يخرج من على طرف اللسان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام، ويمثل بصمة مائة تريليون خلية، كل خلية لها بصمة خاصة بها ولكنها تمتزج، في نهاية المطاف لتعطي البصمة الوراثية للإنسان، فمثلًا بصمة الجلد بما فيه من بصمة الشعر وبصمة الأظافر، تختلف عن بصمة اللسان أو بصمة الشفاه أو بصمة الأنسجة والأعضاء والأجهزة الأخرى في الجسم الواحد، ولكن في النهاية تمتزج هذه البصمات، لتعطي البصمة الوراثية الواحدة للشخص الواحد.
بصمات مختلفة للحروف
كما أن الحرف الواحد يأخذ بصمات مختلفة في مسار خروجه من الجسم، بالإضافة إلى الخلايا العامة والخلايا الخاصة في القلب والعقل والرئتين والقصبة الهوائية والأحبال الصوتية وسقف الحلق والشفاة والأسنان واللسان، فيخرج الحرف على طرف اللسان.
وهو يحمل مزيج من مائة تريليون بصمة على مستوى الخلايا، ومزيج من مائة تريليون بصمة على مستوى الذرات في الخلية الواحدة، ومزيج من مائة بصمة في الجسيمات الأولية، داخل الذرة الواحدة، فيحمل الحرف الواحد، بصمات مقدارها عشرة وأمامها ثلاثين صفر وهو ما يسمى سنوليون.
ثم يأخذ الحرف بصمته الخاصة في مساره الخاص به، في القلب والعقل والرئتين والقصبة الهوائية والأحبال الصوتية وسقف الحلق والأسنان والشفاه، ثم يخرج الحرف خارج الجسم، من على طرف اللسان ويُصبح للحرف الواحد ثلاثة نسخ في مسارات حياته المختلفة.
نسخة على طرف اللسان ونسخة يتم تسجيلها في ذاكرة الخلية عند خروجها من الجسم ونسخة تذهب إلى المخلفات، فيُعاد تدويرها في الكون من خلال مسارات علمية، تترك أثرها في الهواء والماء والغذاء، ثم يُعاد تأهيل الحرف ببصمة صاحبه في دورات في الكون لها أول وليس لها آخر.
فالنسخة الأولى الجديدة للحرف التي تخرج من الفم عند الكلام على طرف اللسان، ويُعبِّر بها الإنسان عمَّا يجول في خاطره وفي داخله وتحمل بصمة جسمه وصوته تنطلق في الهواء، فيفهمه كل من يسمعه على امتداد الكرة الأرضية في دوائر لها أول وليس لها آخر وبالحرف الواحد، يمكن إبطال فكر الكافر والملحد والمشرك والمنافق.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر