(79) إن الدين عند الله… الإسلام
كان الخرق السادس في موازين الكون وقوانينه والذي بدأ بأحداث المعراج، بعد معراج محمد صلى الله عليه وسلم بصفته البشرية وصعوده إلى الملأ الاعلى، ومعه جبريل وميكائيل عليهما السلام، والبراق وسيلة مواصلات الملأ الأعلى.
ثم حدث الخرق السابع في موازين الكون وقوانينه في رؤية محمد صلى الله عليه وسلم ولقاءه مع حرس السماوات السبعة وخزانها، ولقاءه مع سكان الملأ الأعلى والسلام عليهم، وعلى الجانب الآخر كان سكان الملأ الأعلى يرحبون بقدومه، ويصلون ويسلمون عليه كما أمرهم الله، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عليه وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب: 56.
الخرق الثامن
ثم كان الخرق الثامن في موازين الكون وقوانينه، والذي تمثل في رؤية محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء والمرسلين في الملأ الاعلى، نوح عليه السلام في السماء الأولى وعيسى ويحيى عليهما السلام في السماء الثانية ويوسف عليه السلام في السماء الثالثة، وهارون عليه السلام في السماء الرابعة وإدريس عليه السلام في السماء الخامسة، وموسى عليه السلام في السماء السادسة وإبراهيم عليه السلام في السماء السابعة.
ثمَّ كان الخرق الثامن في موازين الكون وقوانينه، في حديث محمد صلى الله عليه وسلم مع أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، والذي كان جالسًا ويضع ظهره عند البيت المعمور في السماء السابعة، ووصية إبراهيم عليه السلام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، بمداومة التسبيح لله وذكره في كل الأوقات، لأنها الباقية لهم في الآخرة.
ثم كان الخرق التاسع في موازين الكون وقوانينه، في حديث محمد صلى الله عليه وسلم، مع موسى عليه السلام في السماء السادسة بشكل عام، وحديثه معه في أمر الصلاة وأهميتها في حياة الإنسان المسلم بشكل خاص، وإنها خمس صلوات في العمل وخمسين صلاة في الأجر.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن رحلة المعراج، كانت وما زالت وستظل معجزة إلهية، لا تتكرر على مدى الزمان إلى قيام الساعة، والتي تم فيها زيارة إنسان في شخص محمد صلى الله عليه وسلم إلى الملأ الأعلى، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر