(45) نهر النيل في… الإسلام
اسم هاجر عليها السلام متعلق بجغرافية نهر النيل من المنبع إلى المصب بشكل عام، ويحمل في طياته معنى الهجرة بشكل خاص والمنبثقة من هجرة قطرات الماء من السماء وتجمعها في جزيئات، ثم نزولها إلى الأرض في صورة جزيء من الماء من ذرتي الهيدروجين وذرة من الأكسجين.
ثم تهاجر قطرات الماء عابرة السماء والأرض في صورة ماء يتجمع في النيل الأبيض والنيل الأزرق، مكونًا نهر النيل، الذي يُهاجر من أقصى الجنوب بعد استكمال دورة هجرته، من ماء الأمطار الساقطة على المنابع من السماء إلى البحيرات العظمى في أوغندا مكونًا النيل الأبيض، ومن بحيرة تانا، مكونًا النيل الأزرق.
ومنها يهاجر عبر الشلالات العظمى من وسط وشمال السودان، إلى أقصى الشمال في صعيد مصر ومصر العليا، والذي يمر في كل قرى ومدن ومحافظات مصر، ثم ينتهي بهجرة مائه العذب، كي يختلط بمائه المالح في البحر الأبيض المتوسط عبر فرعي رشيد ودمياط.
ناحية الجنوب
وعلى الجانب الآخر من ناحية الجنوب، فنهر النيل المنطلق من البحيرات العظمى في بحيرة فيكتوريا في غندا، يختلط ماء النيل العذب في هجرته، من الأمطار الموسمية الساقطة على البحيرات العظمى في فيكتوريا في أوغندا والتي تقدر بحوالي تريليون م3، فيذهب معظمها مهاجرًا مع مائه المالح في المحيط الأطلنطي، لدرجة أنه يتمدد داخل المحيط الأطلنطي إلى مسافة تقدر بحوالي 30- 50 كم2.
فماء النيل العذب يختلط بمائه المالح بشكل ثلاثي الأبعاد، فمن ناحية يختلط ماء النيل العذب المهاجر من بحيرة تانا عبر السودان ومصر، شمالًا مباشرة إلى البحر الأبيض المتوسط، ثم يصل جنوبًا إلى المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق.
ماء النيل العذاب
ومن ناحية أخرى يختلط ماء النيل العذاب من بحيرة فيكتوريا، جنوبًا مباشرة بالمحيط الأطلنطي، الذي يقع بين قارتي أوروبا وإفريقيا من جهة والقارة الأمريكية الشمالي والجنوبي من جهة أخرى، ويمتد من القطب الشمالي حتى الأنتراكتيك، وتبلغ مساحته 82 مليون كم2، وترتفع إلى 106 مليون كم2، مع اتصاله ببحر الشمال وبحر البلطيق والمحيط المتجمد الشمالي.
كما يتواصل نهر النيل مع المحيط الهادي البالغ مساحته 168 مليوم كم2، من خلال المحيط الأطلنطي، والذي يعتبر أكبر المحيطات في الأرض بين قارات أمريكا وآسيا، ومن ثمَّ تواصله مع بحر الصين، فيصل مساحته إلى 180 مليون كم2، ويتصل بالمحيط الأطلسي عبر مضيق ماجلان في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية وبقناة باناما في أميريكا الوسطى.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر