(47) نهر النيل في… الإسلام
هذا السلوك العجيب والنظام الفريد الذي يتميز به نهر النيل، باعتباره نهر من الجنة ليس بمكونه المائي الذي يجري في حوضه، ولكن بحوضه المادي الذي يتمتع به والذي يصله فيه السماء والأرض، فالذي مكن نهر النيل من القدوم من الجنة خارج الكرة الأرضية هو الذي مكنه من الالتفاف حول أنهار ومحيطات الكرة الأرضية.
هذا الامتداد اللا نهائي في نهر النيل بين الأرض والسماوات السبع وقدرته الفذة على إمداد الأرض بهذا الكم الهائل من الماء العذب الذي يملأ أنهار الأرض، ويملأ بحار ومحيطات الكرة الأرضية، بمساحة الماء البالغة 361 مليون كم2، ومن ثمَّ يقوم بتغذيتها بمائه العذب من مائه المالح.
وهذا مكن نهر النيل في أن يكون مركز الماء العذب والماء المالح في الدنيا والآخرة من خلال الالتقاء بالأنهار التي تحمل الماء العذب عبر الكرة الأرضية، وتتصل بالماء المالح عبر البحار والمحيطات في دائرة مغلقة مركزها نهر النيل، ومتصلة من المركز والأطراف مع أنهار الأرض وبحارها، ثم يخرج من جغرافية الأرض والسماوات العلا، لكي يتصل بزمزم والكوثر في الجنة.
ومن هنا يعتبر نهر النيل حلقة الوصل بين الماء العذب والماء المالح على امتداد الكرة الأرضية، ويمثل النقطة المركزية في تجميع الماء العذب في أنهار الأرض، ومن ثمَّ ربطه بالماء المالح في بحار الأرض ومحيطاتها، لأنه نهر في بحر وبحر في نهر، مائه العذب من مائه المالح، ومصدره الرئيسي من الجنة.
هذا معناه أن نهر النيل محزم الكرة الأرضية من المركز والأطراف، ويربط مركز الكرة الأرضية بأطرافها، فإذا كانت مساحة الكرة الأرضية 512 كم2، ومساحة الماء فيها 361 مليون كم2، فإن نهر النيل القادم من الجنة قبل 15 مليار سنة، يمثل المصدر الرئيسي للماء حول الكرة الأرضية في مائه العذب ومائه المالح، باعتباره نهر من الجنة، وهذا يؤكد مكانة ومنزلة نهر النيل في الأرض وفي الملأ الأعلى.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر