(61) نهر النيل في… الإسلام
لعب نهر النيل دورًا بارزًا في شهرة يوسف عليه السلام، والذي مكّنه من حكم مصر بعد أن وصل إلى منصب عزيز مصر والوزير الأول، فأنقذ مصر من المجاعة الناتجة عن شح ماء النيل في وقت الجفاف، وتمكن من وضع خطة علمية بمقتضاها عبرت مصر وشعبها وجيرانها في فلسطين والشام أزمة الماء ومحنة جفاف نهر النيل.
فيوسف النبي عليه السلام، هو ابن النبي يعقوب عليه السلام ولقبه إسرائيل، تعرَّض للكثير من المحن في طفولته وفي مجمل حياته، فتوفت والدته راحيل بنت لابان وعمره خمس سنوات، فتولت تربيته عمته فائقة بنت إسحاق وخالته ليئة بنت لابان، عاش في مصر وتزوج من أسينات بنت كابوسيس الكاهن، وأنجب منها ابنين ما نيسا وإفرايم.
تزوج يعقوب عليه السلام من أربع نسوة، أنجب منهن يوسف وإحدى عشر أخ من الذكور وأخت واحدة، وهؤلاء أسباط بني إسرائيل، فمن راحيل بنت لابان، ابنة خالة يعقوب عليه السلام، أنجب منها (2): يوسف، وبنيامين، ومن ليئة بنت لابان، وهي أخت راحيل أنجب منها (7): روبين ويهودا ولاوي وشمعون وزبولون وياساكر ودينا ومن بيلها، أنجب منها (2): دان ونفتالي، ومن زيلفا أنجب منها (2): جاد وعشير.
شهرة يوسف عليه السلام
ونظر لصغر سن يوسف وأخيه ووفاة أمه وعمره خمس سنوات، جعل له ذلك مكانة خاصة عند أبيه يعقوب عليه السلام، مما أثار حفيظة إخوته عليه فارادو التخلص منه، وباعوه إلى قافلة قادمة من غزة إلى مصر بثمن بخس دراهم معدودات، فذهب يوسف عليه السلام مع التجار إلى مصر، فاشتراه عزيز مصر بوتيفار، فعاش يوسف عليه السلام في قصر عزيز مصر معززًا مكرمًا وكان يقوم بالأعمال المطلوب منه.
كان يوسف عليه السلام جميلًا وقويًّا، فأعجبت به امرأة العزيز ولكن يوسف رفض طلبها، فاتهمته وصدقه العزيز وكذبها.
قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) يوسف: 23.
ولكن في نهاية المطاف حكم على يوسف بالسجن، بناء على طلب زليخة زوجة العزيز عند لقائها بنسوة في المدينة إلى حين.
قال تعالى: (قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إلى مِمَّا يَدْعُونَنِي إليهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إلىهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعليمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ) يوسف: 32- 35.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر