(66) نهر النيل في… الإسلام
وقعت مواجهات حامية الوطيس بين يوسف عليه السلام والملك من ناحية، وبين كهنة المعبد الفرعوني آمون من ناحية أخرى، فكانت المشادة قوية وعنيفة في بعض الأحيان، وكانت دامية في أحيان أخرى بعد التحدي الكبير لقوة الآلهة والوثنية في مصر أمام حماتها، من جحافل كهنة المعبد الفرعوني آمون والذين حوروا كلمة إيمان إلى كلمة آمون بفعل فاعل، لأن آمون مشتقة من كلمة أمن، والمشتقة من عقيدة الإيمان بالله في مصر إلى الوثنية.
في وجود جوقة من السحرة والمنافقين والأفاقين الأشرار وشلة من المنتفعين والانتهازيين، من حملة المباخر والفاسدين من الإعلاميين ودعاة الشياطين من كهنة المعبد الفرعوني وعلى غراره في كل الأزمنة، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، والمصابين بمرض السلطة وداء الجاه وهوس المال والخيانة، البادية، في أجسادهم وأرواحهم، الذين وقفوا بجوار كهنة المعبد، والذين دائمًا ما يطلون برؤوسهم من جديد في كل وقت وحين، وفي كل زمان ومكان، يفسدون في الأرض ولا يصلحون، هدفهم بالدرجة الأولى السلطة والمال والشهوة والشهرة.
مواجهات حامية الوطيس مع المنافقين
وصف الله سبحانه وتعالى، أحوال المنافقين وفضحهم أمام أنفسهم وأمام كل المخلوقات في الكون وعلى رؤوس الأشهاد، فداء النفاق خطير وهو مرض مزمن، علاجه مستحيل خاصة إذا كانت الدنيا ومتاعها هم المنافقين، وهي كذلك وقام بتشريح أقوالهم وتصرفاتهم وأفعالهم، وعبر عن جوارحهم وموقفهم بشكل دقيق ومعتبر، فكشفهم وفضح وعرى مواقفهم، التي سبب في كل الفساد الواقع في الأرض إلى قيام الساعة.
كان وصف النفاق وأحوال المنافقين واضح وصريح في القرآن الكريم، فلا هم مؤمنون ولا هم كافرون، ولكنهم مرضى ومخادعون أشرار، فكان التدقيق في حقهم ظاهر للعيان.
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِإلىوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أليمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) البقرة: 8- 10.
كما أن المنافقين مصدر كل فساد في الأرض يتصفون بالسفه والطيش والحمق في تصرفاتهم وأفعالهم، لا يحكمهم سوى الانتهازية والأنانية والمصلحة الشخصية.
قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ) البقرة: 11- 13.
ثم يُعزيهم الله في تصرفاتهم وأفعالهم الشيطانية، والتي اشتروا فيه الضلال بالهدى وباعوا الحق بالباطل، فكانوا هم والشياطين سواسية وعلى حد سواء.
قال تعالى: (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ) البقرة: 14- 18.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر