(100) نهر النيل في… الإسلام
الحديث عن الأهمية الاقتصادية للأبعاد السبعة لنهر النيل، تجعل من مصر الدولة الإقتصادية الأولي في العالم، واستغلال البعدين الديني والبشري، لو أحسن استخدامهما، وتمكن من توظيفها، من خلال انتشار البؤر العلمية والتكتلات الاقتصادية، التي يديرها مصريون، في بلاد العالم المختلفة، وحول الكرة الأرضية.
كل هذه التكتلات الاقتصادية، في دول العالم المختلفة، باعتبار أن مصر أم الدنيا، يجعلان لمصر نصيب كبير وضخم في ثروات العالم، وخزائن الكرة الأرضية، كما قال يوسف عليه السلام، بما لا يقل من دخل يومي يقدر بحوالي 8 مليار دولار في اليوم الواحد.
المهم أن يكون هناك إدراك واعٍ واقتصادي لمكانة ومنزلة البعد الديني ، الذي يمكن لوحده أن يدر على الخزينة المصرية، ترليونات من الدولارات سنويا، كما أن تعانق البعد البشري مع البعد الديني، يمكن أن يدر على الخزينة المصرية، ترليون دولار اخري، لو احسن القائمين على الأمر توظيف هذين البعدين في حضور المصلحة العامة لمصر وفي غياب المصالح الشخصية للأفراد والجماعات والدول والقارات.
وهذا الدخل الواعد في حده الادني، والذي يبلغ اثنين تريليون دولار، يمكن أن يتبلور إلى دخل دائم، وفي زيادة كبيرة، إذا أخذ في الاعتبار أهمية البعدين، البعد الديني والبعد البشري، باعتبار مكانة مصر الدينية، وتم أخذهما بعين الاعتبار، خاصة المردود الاقتصادي.
فتاريخ مصر، هو أطول تاريخ مستمر لدولة في العالم، لما يزيد عن سبعة الاف عام قبل الميلاد، فهي أقدم حضارة في التاريخ الإنساني، أسسها مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح، وأتى من نسله كل المصريين، ومرت مصر بعصور عديدة، حكمها الفراعنة في العصر الفرعوني، ثم العصر الروماني، ثم العصر إلىوناني، والعصر القبطي، والعصر الإسلامي، مما جعل تاريخ مصر مزيج من مختلف الحضارات الإنسانية تتميز به عن غيرها من البلاد.
فجعل لها، تميز تاريخي عريق، مثل تميز موقعها الجغرافي الفريد، فجعلها محط أنظار العالم، خاصة أنها تحتضن في ترابها أكثر من ثلثي أثار العالم، مما يعني أن نصيبها من السياحة العالمية يجب أن يكون نصيب الأسد، خاصة إذا علمنا أن عدد السائحين في العالم وصل في 2018 م إلى مليار ونصف سائح، وإن دخل العالم في السياحة لايقل عن سبعة ترليون دولار، فنصيب مصر يجب ألا يقل عن 3 ترليون دولار سنويا، في الحد الأدني.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر