(116) نهر النيل في… الإسلام
من هذا المنطلق، نجد أن أهمية الحفاظ على نهر النيل، يعني في جملة ما يعني الحفاظ على الماء، اللازم والضروي للحفاظ على حياة الإنسان المصري، فلا وجود للإنسان ولا وجود للحياة، في نقص الماء أو غيابه،ىلذك لم يكن من الغريب أو العجيب، أن يقدس الفراعنة نهر النيل،ويحافظون عليه بالمهج والأرواح.
ومن هنا كانت الأهمية الكبري للأبعاد السبعة، التي يتميز بها نهر النيل، في مصر، في البعد العلمي والبعد الديني والبعد الجغرافي والبعد التاريخي والبعد الحضاري والبعد البشري والبعد الأخروي ، مما جعله محط أنظار العالم حول الكرة الأرضية، وأهله على أن يكون أطول نهر في العالم، خاصة البعد الديني الذي يربط الدنيا بالأخرة برباط وثيق.
هذه الأبعاد السبعة، التي يتميز بها نهر النيل في مصر، لها دور محوري في تأهيل الإنسان، وبناءه في الدنيا، كي يمكنه من شق طريقه بنجاح إلى الأخرة، مما يؤكد على إن نهر النيل يجمع بين الدنيا والأخرة، ويربط بينهما برباط وثيق، ومن هنا تكمن أهمية نهر النيل ودوره في الحفاظ على الإنسان في الدنيا والأخرة.
فالبعد الجغرافي لنهر النيل، في مصر، جعل منه مركز حيوي يعبر به ومن خلاله البشر، على إمتداد محافظات مصر في الداخل، ويصله ببعده الجغرافي في الخارج، وفي نفس الوقت فالبعد الديني لنهر النيل جعله محطة مركزية في زيارات الأنبياء والمرسلين إلى مصر ، فزار من خلاله مصر، إبراهيم عليه السلام ابو الأنبياء، الذي تزوج هاجر عليه السلام، وعاد بها إلى فلسطين.
وزواج إبراهيم عليه السلام من هاجر عليها السلام، كان السبب في وجود العرب ووجود بني إسرائيل، ولولا هذا الزواج ما وجدت قبائل العرب الإثني عشر، ولا وجدت قبائل بني إسرائيل الإثني عشر، ولولا هذا الزواج ما أصبح إبراهيم عليه السلام، أبو الأنبياء.
ووصل يوسف عليه السلام، صعوده في مصر، عبر بوابة نهر النيل إلى أن تقلد منصبه عزيز مصر، وجاءه أبوه يعقوب عليه السلام، ومعه إخوته من البدوا، وعاش بني إسرائيل في جوار نهر النيل، في أرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادي الطميلات الزراعي الذى يمتد من شرق الزقازيق إلى غرب محافظة الإسماعيلية.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر