(119) نهر النيل في… الإسلام
تاريخ نهر النيل ضارب في القدم قبل خلق الكون منذ 15 مليار سنة، باعتباره نهر من أنهار الجنة بَشَّر به نوح عليه السلام حفيده مصرايم ابن بنصر ابن حام ابن نوح، ووصى به نوح عليه السلام مصرايم، التي نسبت إليه مصر، والذي عاش هو وأبناءه حول ضفافه وأشار نوح عليه السلام في وصيته لحفيده مصرايم، إلى أن نهر النيل من الجنة.
نشأت على ضفاف نهر النيل حضارة الفراعنة، منذ أكثر من 5000 سنة وهي واحدة من أقدم الحضارات في العالم، والتي اعتمدت على النهر منذ العصور القديمة، حيث كانت الزراعة تمثل النشاط الرئيسي، وكان الفراعنة يقيمون احتفالات وفاء النيل ابتهاجًا بالفيضان، وسجلوا هذه الاحتفالات على جدران الأهرامات والمعابد والمقابر، لإظهار مدى تقديسهم للفيضان.
أزمات دول حوض النيل
وبين المد والجزر في سقوط الأمطار على منابع النيل، شهدت دول حوض النيل في أواخر ثمانينات القرن العشرين، جفافًا نتيجة لضعف فيضان النيل، وقلة سقوط الأمطار على متابعه، مما أدى إلى نقص المياه شديد في المياه، وحدوث مجاعة كبرى في السودان وإثيوبيا، غير أن مصر لم تعانِ من آثار تلك المشكلة نظرًا لمخزون المياه الكبير في بحيرة ناصر خلف السد العالي.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين سعت إثيوبيا، إلى بناء سد كهرومائي على النيل الأزرق، بعد تقويض إثيوبيا لكل الاتفاقيات المنظمة لحصة مصر والسودان من ماء النيل الأزرق، وبالرغم من أن منابع النيل، في بني شنقول ملكية مصرية، فإنها تقع تحت السيادة السودانية، ولكن تم احتلالها من قبل الحبشة في 1902، بواسطة منليك الثاني، فأصبحت سياسيا تحت حكم إثيوبيا.
وبالرغم من أن المياه الموسمية، التي تتساقط على منابع النيل في إقليم بني شنقول تصل إلى تريليون متر مكعب، تستولي إثيوبيا على 250 مليار م3، ومصر والسودان على حوالي 70 مليار، والباقي يذهب إلى المستنقعات، إلَّا أن طمع إثيوبيا المفرط في تأمين مياه النيل الأزرق، جعلها تبني سد النهضة على أراضٍ مصرية سودانية في إقليم بني شنقول، والذي يبعد عن حدود السودان من 20 كم، ووجوده أو انهياره يؤدي إلى ضرر جسيم بالسودان ومصر، فكيف يسمح للإثيوبيا ببناء سد على أرض مصرية سودانية.
والغريب والعجيب، أن إثيوبيا التي ليس لها أي حقوق مائية في مياه النيل لأزرق، تأخذ 250 مليار م3، وتطالب بتقسيم عادل للمياه 70 مليار م 3، التي تذهب إلى مصر والسودان، ثم تدعي أن ماء النيل الأزرق ينبع من أرضها على غير الحقيقة والواقع، وإلا كانت بنت سد النهضة في وسط إثيوبيا، وليس على حدود السودان، مما خلق أسوأ الأزمات الدبلوماسية بين مصر والسودان وإثيوبيا.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر