(131) نهر النيل في… الإسلام
ليس من الغريب أو العجيب أن تكون إسرائيل موجودة في منابع النيل، فهي الحاضر الغائب في منابع النيل الأزرق كي تساعد المحتل الإثيوبي في الاستيلاء على منابع النيل وتأتي لها بالمؤيدين من الغرب والشرق، كي يؤيدوا إثيوبيا ويدعموها ويمدوا لها يد العون، في احتلال أرض عربية، عليها منابع النيل وتخص مصر بالدرجة الأولى التي تعتمد على 95% من ماء النيل.
ومن ثمَّ تعطي إنجلترا لإثيوبيا صك على بياض وحق غير شرعي في التصرف في منابع النيل الأزرق الموجودة في بني شنقول السودانية على هواها وليست في إثيويبا، ثم التظاهر أمام العالم، بوجود اتفاقيات ملزمة بين المحتلين الاثنين، إنجلترا المحتلة لمصر والسودان من ناحية، وإثيوبيا المحتلة لبني شنقول من ناحية أخرى.
إسرائيل الحاضر الغائب في منابع النيل الأزرق
هذه الكذبة الكبيرة، مكنت إثيوبيا من التلاعب في منابع نهر النيل، من أجل السيطرة عليها، ثمَّ تدَّعي كذبًا ملكيتها لها، ثم تستولي عليها بالقوة ثم تبني سد كهرومائي على أرض عربية سودانية مع استيلائها بالكامل على منابع النيل، لحرمان أصحاب الأرض الحقيقيين من الماء الذي يخرج من أراضيهم في منابع النيل، من أجل إلحاق أكبر الضرر بمصر والسودان وحقهما الشرعي في الحصول على الماء من منابع النيل بالكامل، والذي يصل إلى تريليون متر مكعب سنويًّا.
عاش أبناء إقليم بني شنقول العرب والسودانيين المسلمين حتى الآن، أوضاع سيئة وصعبة ومزرية بعد ضمها بالقوة من قبل إثيوبيا، تحت حماية المستعمر الإنجليزي وأذنابه، وهذا أدى إلى حدوث موجات تمرد متتالية من أبناء بني شنقول، ضد المحتل الإثيوبي.
كان أول انتفاضات بني شنقول ضد المستعمر الإثيوبي عام 1930، حين طالب أبناء بني شنقول بالعودة إلى السودان، لكن القوات الإثيوبية أخمدت كل هذه الانتفاضات المتعاقبة، ضد المستعمر الإثيوبي بالقوة، والعجيب أن الأحباش لم يجدوا شيئًا يستعمروه إلا أرض العرب.
ولم يجد الأحباش شيئًا يستولوا عليه إلا منابع النيل التي تنبع من أرض العرب، وليس من إثيوبيا ولم يجدوا أرض يقيموا عليه سدهم المزعوم، إلَّا على أرض العرب، حتى إذا انهار السد، دمر السودان ومصر ولن تضار إثيوبيا، التي بنت السد على الحدود السودانية، ويبعد عنها 20 كم.
وفي بداية إنشاء سد النهضة على الأراضي السودانية في بني شنقول والمحتلة من إثيوبيا، غضب أبناء إقليم بني شنقول وثاروا على المحتل الإثيوبي، بسبب تهجيرهم من قراهم، التي دخلت في نطاق الأعمال الإنشائية الجديدة للسد والسد الاحتياطي والبحيرة العملاقة، التي يهدفون من ورائها إلى تحويل النيل الأزرق إلى بحيرة إثيوبية، بالرغم من عدم أحقيتهم في ملكية إقليم بني شنقول السوداني.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر