(22) الإسراء والمعراج… معجزة إلهية
من الواضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه صاحب الدعوة بالطريقة التي أراد الله سبحانه وتعالى له أن يراه بها ولكن في الحقيقة والواقع، فإنَّ الله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير.
قال تعالى: “لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ” (الأنعام: 103).
وقوله تعالى: “وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ” (الشورى: 51).
والواقع أن الإنسان مهما علا قدره وارتفعت منزلته عند ربه لا يمكن أن يراه بشكل مباشر، لأن الإحاطة بعظمة وجلال الله سبحانه وتعالى على البشر وعلى الملائكة وسائر المخلوقات في الملأ الأعلى مستحيلة ولكن محمد صلى الله عليه وسلم رأى نور ربه.
وإذا جازت الرؤية المؤمنين لربهم في الآخرة بالكيفية التي يريدها الله سبحانه وتعالى أن يروه بها وعليها، مصداقًا لقوله تعالى: “وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ” (القيامة 22- 23)، فإنه في ذات الوقت محجوب عن الكافرين، مصداقًا لقوله تعالى: “كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ” (المطففين: 15).
رؤية النبي لله صاحب الدعوة
وإذا كانت رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة ثابته كما ورد في آيات القرآن الكريم فإنَّه لا يستبعد أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم، قد رأى ربه ونوره في المعراج وقد أكد ذلك وهذا دليل على ثبوت رؤيته لله سبحانه وتعالى في المعراج.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر