(19) إن الدين عند الله… الإسلام
الإسلام موجود عند الله قبل خلق الكون وقبل خلق الإنسان، وهو مشتق من السلام، وهذا معناه، أن الإسلام يُدير الكون وما فيه من مخلوقات من الألف إلى الياء، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وإذا كان الأمر الإلهي في خلق كل المخلوقات في الدوائر الثلاثة الكبرى قبل الخلق وفي الخلق وبعد الخلق، بكلمتين كن فيكون، فالأحرف السبعة في “كن” الكاف والنون فيكون، الفاء والياء والكاف والواو والنون، تكونت امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام، قبل خلق هذه الدوائر التي تدير الكون والإنسان.
والإسلام ظاهر وجلي وواضح، في السلام الذي يعم الكون بأرجائه الواسعة وينعم به، في كل أركانه، وفي كل كواكبه ونجومه ومجراته، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام، وإلّا انهار الكون واختفى في لحظات، لولا هذا الخضوع التام، وذلك الاستسلام الكامل لأمر الله.
والإسلام ظاهر وجلي وواضح في السلام الذي يعم الأرض، وتنعم به اليابسة والماء ويحيط بها من كل جانب في دورانها حول نفسها وحول الشمس وحول درب التبانة وفي السلام الذي يشمل كل المخلوقات التي تعيش فوق الأرض وفي باطنها.
والإسلام ظاهر وجلي وواضح في الأرض بين الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات، والجمادات في الوديان والجبال وفي الماء العذب والمالح وفي الكائنات الدقيقة والميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
والإسلام ظاهر وجلي وواضح في الآخرة، بكل مراحلها المختلفة من بداية ترك الدنيا بالموت ثم القبر والبرزخ ونهاية الكون والقيامة والحساب والثواب والعقاب والجنة والنار امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالإسلام موجود عند الله قبل خلق المخلوقات وبعد خلقها، بكن فيكون، امتثالًا لأمر الله واستسلام لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر