(42) إن الدين عند الله… الإسلام
الأمم والحضارات على مدار الزمان من خلق آدم وحواء إلى قيام الساعة وما تشكله من مجموعات دينية وعرقية وقبلية، من شتى الأشكال والألوان واللغات والأجناس، مكونة للأفراد والأسر والمجتمعات والجماعات والأنظمة والحكومات في الدول والقارات.
تدور في دائرة واحدة وفي حلقة مفرغة، في إطار من الحياة والموت، بشكل نموذجي ومعبر تديره الأقدار في كل الاتجاهات، وتمثل لقطات سريعة وصور خاطفة وفيديوهات عابرة للزمان والمكان، وكلها تؤكد أنه لا بقاء للانسان في الدنيا المؤقتة.
فالجميع راحل ومغادر للحياة على عجل، وكأنه لم يأتِ إلى الدنيا بعمره القصير وعمر الكون الطويل، فالكل في طريقه إلى الزوال بلا مقدمات للموت، فالحياة الدنيا في الحقيقة والواقع تمثل المعبر الحقيقي للإنسان.
والدنيا تُمثِّل المنقذ الوحيد للإنسان الحيران من سوء الخاتمة في الدنيا والخسارة في الآخرة، ومن الواجب على الإنسان العاقل، اجتياز هذا العائق وتلك العقبة، بنجاح منقطع النظير.
قال تعالى: “فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ” (البلد: 11- 12).
خلق آدم وحواء
فلن يبقى للإنسان شيء في هذه الحياة له قيمه، يأخذه معه وهو في طريقه إلى الآخرة، لا مال ولا بنون ولا أسرة ولا أهل ولا عشيرة ولا خلان ولا منصب ولا سلطة ولا جاه ولا مكانة ولا منزلة ولا سلطان، فلن ينفعه سمعة ولن يفيده رياء ولن يسعفه نفاق.
فالفائدة الوحيدة المرجوة من الإنسان والتي يجب عليه أن يأخذها من الحياة، تتمحور حول فضيلة الإيمان بالله الواحد وهداه الذي وهبه الحياة.
قال تعالى: “قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ علىهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة: 38- 39).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالإنسان في الدنيا غريب أو عابر سبيل، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر