(69) مصر… في الحج
الساعة البيولوجية لها علاقة بدورة الضوء والحرارة، فهي برنامج بيولوجي إلهي مُعد داخل الخلية وموقوت بعمر الفرد في مراحل عمره المختلفة، ويحدد عمر الإنسان في الحياة بدقة، وموجودة داخل الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة لكل الكائنات الحية، ومنتشرة على مستوى الذرات داخل الخلية الواحدة، وعلى مستوي الجسيمات الأولية داخل الذرة الوحدة.
وتدير الساعة البيولوجية، بشكل يومي ومبرمج العمليات الحيوية والإيقاع اليومي للإنسان والكائنات الحية وتتحكم فيه على مدار 24 ساعة في دورة النوم واليقظة، فكل أنشطة الإنسان في الحياة من الولادة وحتى الوفاة والمتعلقة بعمر الشيخوخة والشباب، ساعة بيولوجية لاجينية، تُمثل مجموعة من المواقع داخل الحامض النووي التي يمكن استخدامها لقياس عمر الإنسان.
برنامج بيولوجي إلهي
والساعة البيولوجية هي التي تؤثر على الإيقاع اليومي لكل العمليات الفسيولوجية والبيولوجية في الإنسان، وتمثل الأنماط اليومية للشخص الذي يستيقظ في الصباح الباكر، ثم يتناول الغداء عند الظهر وينام ليلًا، وهذه الإيقاعات اليومية تميل إلى أن تكون متزامنة مع الضوء والظلام مع عوامل أخرى، مثل ارتفاع وانخفاض ضغط الدم، وزيادة الهرمونات وانخفاضها بشكل عام، وهرمون الذكورة بشكل خاص، بالإضافة إلى العوامل الخارجية مثل ارتفاع درجة الحرارة وانخفاضها، كلها عمليات مرتبطة بوجود الساعة البيولوجية.
ومن هذا المنطلق تمثل الساعة البيولوجية جهاز توقيت فطري موجود داخل الكائن الحي، ويتكون من جزيئات معينة من البروتين تتكون بواسطة الحامض النووي اللاجيني، وتنتشر في كل خلايا الجسم وأنسجته وأعضاءه وأجهزته المختلفة، وتتفاعل مع حياته اليومية.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يربط بين محور حياة الإنسان في الحياة، والساعة البيولوجية الفطرية المزروعة في خلاياه وذراته وجسيماتها الأولية، فتتحكم في مشوار حياته من بداية وجوده في الحياة إلى النهاية.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر