(18) الإسلام… في ميلاد الرسول
من هذا المنطلق العلمي الذي يتحدث عنه دعاة العلمانية وأنصاف المثقفين وبقايا التنويريين، نجد أن علم الإنسان عن نفسه وعن الكون الذي يعيش فيه مجهول إلى درجة العدم، فلما التنطع والتطاول على آيات القرآن الكريم، التي أنزلها الله على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
فهل يستطيع أحد من هؤلاء، أن يقول لنا كيفية خلق الكون أو يحدثوننا عن طريقة خلق الإنسان، فإذا كانوا لا يعرفون شيء عن طبيعة خلق الكون، ولا طبيعة خلق الإنسان، فهل يستطيعون أن يقولوا لنا كيف نزل القرآن الكريم وكيف جمع؟
إن الحديث عن خلق الكون بكواكبه ونجومه ومجراته، قد أعيا علماء الفلك والطبيعة والفيزياء، فدخلوا في غيبوبة علمية، لم يتمكنوا من الخروج منها حتى الآن ولن يخرجوا، لأنه كلما فتح لهم باب أغلقت في وجوههم ملايين ومليارات الأبواب وكلما خرجوا من عدم، دخلوا في سلسلة متصلة الحلقات من العدم، أولها عدم وآخرها عدم.
فكما ذكرت في مائة مقال في موقع إعجاز عن “خلق آدم من تراب معجزة إلهية“، تؤكد أن المجهول من الكون 99.99%، وأن المعلوم 0.01%، وأن المجهول من المعلوم 99.99%، كلما خرجت من عدم دخلت في عدم أعقد منه.
وما ينطبق على علماء الطبيعة والكون، ينطبق على علماء الطب، في 99.99% من الأمراض مجهولة السبب و99.99% من الأمراض ليس لها علاج، وهذا يمثل الجزء المادي 0.01%، أم الروح فهي مجهولة بنسبة 100%.
استنكار أقوال دعاة العلمانية
فكيف يتطاول الإنسان، الذي لا يملك شيء من العلم وأدواته ولو حتى من بدايته، بالرغم من الثرثرة الكلامية التي ليس لها مردود علمي واقعي على أرض الواقع، حتى عند علماء الطب وعلماء الفيزياء على خالق العلم الله سبحانه وتعالى، ثم يدعون كذبًا عن جهل وسوء تقدير، أن الإسلام لا يتفق مع العصر؟، وفي حاجة إلى مراجعة، لأنها لا تتفق مع العصر الحديث أو مع التقدم العلمي، الذي يمثل ثرثرة بشرية محدودة العلم والأثر، إذا ما قورنت بعلم خالق البشر.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، إذا ما قورن علم البشر بعلم خالق البشر، الله سبحانه وتعالى.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر