(47) الإسلام… في ميلاد الرسول
كل شيء في الكون له اسم علم قائم على الوصف، فأمر الأسماء موجود قبل خلق آدم عليه السلام وبعد خلقه إلى قيام الساعة، على مستوى الجسيمات الأولية داخل الذرة، وعلى مستوى الذرة داخل المواد الأولية اللازمة للحفاظ على الكون، من خلال عمليات كيميائية وبيولوجية معقدة، تخلف كل منها الأخرى وكلها لها اسماء في سلسلة متصلة الحلقات، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.
فلولا الاسماء ما وجد الكون وما خلق الإنسان، فللاسماء دور محوري في بناء الكون، وتمثل صمام أمان للحفاظ على وجوده وما فيه من مخلوقات، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.
قال تعالى: “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عليه الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ” (الحج: 18).
فالله يتكلم في القرآن الكريم، عن بعض الاسماء الموجودة في الكون ويسردها، فابتدأها بتوجيه الخطاب إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ثم استعرض اسماء السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والإنسان.
معنى هذا أن أمر الأسماء في بناء الكون ووجوده، مثلها مثل أمر الخلافة وأهمية معرفة هذه الاسماء في الدنيا، يتساوى مع أهمية حياة للبشر، فلو لم يكن لهذه المخلوقات اسماء، لكان كل شيء دون اسم، فكيف نعيش في مكان كالأرض دون اسم؟، أو كيف نعيش تحت السماء دون اسم؟، فإذا كان كل شيء دون اسم، فقدت الحياة معناها، وفقد الإنسان قيمته ووجوده فيها.
الجسيمات الأولية داخل الذرة
ولولا أن عرفنا الله بهذه الأسماء في السماوات أو الأرض أو الشمس أو القمر أو النجوم أو الجبال أو الشجر أو الدواب أو الإنسان، ما عرفناها.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن يتعلق الكون بوجود الأسماء، وتتعلق الأسماء بوجود الكون، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر