(45) إشراقات… رمضانية
مشهد إخراج الميت من الحي يتكرَّر في شعرة الإنسان، للتدليل على صحة قضية البعث بعد الموت أيضًا، فكما نعرف أن الشعرة الميتة تتكون من مادة كريتنية ميتة، تخرج من بصيلة الشعرة التي تتكون من خلايا حية، فقص الشعر الميت ينبت مكانه شعر آخر من البصيلة الحية، وهكذا على امتداد عمر الإنسان في الحياة.
كما أن قص الأظافر فيه معنى البعث، فيتم استبدال الظفر القديم بعد قصه، بآخر جديد بمواصفات الظفر القديم، وهذا يقضي على فكر الكافر في الدنيا الذي ينكر البعث في الآخرة ويقضي على فكر الملحد الذي ينكر وجود الله لأنَّه لا يراه، بالرغم من أنه لم يرى كيفية إعادة تكوين ظفره.
كما يتكرَّر عملية البناء والهدم لمئات المليارات من الخلايا داخل الجسم، فالشخص الذي وزنه مائة كيلو جرام، فيه مائة تريليون خلية يتغيَّر منها كل يوم 2 تريليون خلية، يموت تريليون خلية ويعاد إنتاج ترليون خلية من الخلايا الميتة.
إخراج الميت من الحي يدلل على قضية البعث
وهذا معناه، إذا كان الجلد يتغيير مرة كل شهر، فإن الشخص الطبيعي يتغير بالكامل مرة كل ثلاثة أشهر فيكون إنسان جديد بمواصفات قديمة وتذهب بقاياه إلى أصلها في البروتين والنشويات والدهون والمعادن والفيتامينات والهيدروجين والإكسوجين، فتخصب التربة وتضبط الطقس وتدخل في دورة الماء في الكون ببصمة صاحبة في دائرة متصلة الحلقات في المركز والأطراف.
وهذا فيه إعجاز هائل، فالظاهر لنا واضح وجلي في تغير الجلد والشعر والأظافر بصفة دورية، لتكون دليل للإنسان على نفسه من خلال خلاياه التي تتعرض للموت والحياة على مدار اللحظة في عمره حتى يستوعب الدرس ويفهم المقصود في أن دليل بعث الإنسان في الآخرة، موجود داخله ويشاهده حادثًا أمام عينيه في كل الأوقات وعلى مدار اللحظة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر