(18) مشروع الفسيلة… ودروس من الهجرة
الحالة المنشودة تهدف إلى توفير عمل لكل عاطل عن العمل يتناسب مع إمكانياته ومؤهلاته، ودخل مناسب لكل عامل، يكفي الحد الأدنى من متطلبات الحياة والكفاية والرفاهية، يمكنه من تطوير إمكانياته المادية والمعنوية، فيتمكن من تطور فكرة قديمة أو البحث في فكرة جديدة، في وجود الإبداع والابتكار والاختراع، وهذا يسهل من الحصول على العلامات التجارية العالمية.
وفي وجود هذه العلامات التجارية، تمتلك منتج جيد يلبي كل الاحتياجات العامة للناس، وامكانية تنامي الأنشطة الاقتصادية في سلسلة متصلة الحلقات، وتحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي في مختلف المناطق وعلى امتداد البلاد.
وفي حالة النجاح، فإن المؤشرات تشير إلى توفير عمل لكل عاطل عن العمل من الجنسين، وإنتاج جيد قابل للاستمرار وتلبية احتياجات الناس، في فترة وجيزة لا تتعدى ثلاثة أشهر في الحد الأدنى، وستة أشهر في الحد الأقصى ودخل مناسب لكل عامل، يلبي احتياجاته الأساسية والقدرة على الزواج ليس بعد سن الـ25 سنة للشاب.
ودخل للمرأة غير المتزوجة بعد سن الـ25 يلبي كل احتياجاتها الضرورية، ودخل للمرأة المعيلة يفي بالتزاماتها الأساسية، ودخل يلبي الضروريات قبل 25 سنة، والأساسيات حتى 30 سنة والتحسينيات حتى 35 سنة، والكماليات حتى الـ45 سنة، والرفاهية بعد 45 سنة، ودخل يمكن من معاونة الغير ليس بعد الـ40 سنة.
المنتج الجيد يضمن تلبية احتياجات المجتمع
في وجود منتج جيد، يلبي كل الاحتياجات العامة للناس فردًا وأسرة، في المطعم– الملبس– السكن– الصحة– التعليم– الترفيه، مع إمكانية تنامي الأنشطة الاقتصادية في المشروع، مع تنامي تلقائي للوحدات الصغيرة، وتحولها لمشروعات متوسطة ومشروعات كبرى.
مع تحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي والفائض التجاري، الذي يمكن الدولة من حل مشاكلها المالية من العمل والإنتاج وليس من تحصيل الضرائب، في غياب المعيار، مع الاستفادة القصوى من إمكانيات البيئة المحلية وتقليل الاعتماد على المنتجات من خارج المناطق المطلوبة، وإن يكون المنتج منافسًا للعالمية.
وهذا يؤدي إلى حماية الاقتصاد الوطني، وتمكينه من تحقيق طفرة اقتصادية، تتحقق من خلالها الأهداف السامية المرجوة، التي من أجلها خلق الإنسان، في الحفاظ على حياته وعلى صيانة كرامته بعد الاعتماد على ذاته، مع بث روح الأمن والأمان والطمأنينة في ربوع المجتمع، مع النظر بعين الاعتبار لأهمية الآخرة كبعد استراتيجي لكل مصادر العمل والإنتاج.
توفير عمل لكل عاطل
وهذا يؤدي إلى الحماية الاقتصادية، للوطن والمواطن على حد سواء، من خلال تحقيق النجاح في إحداث طفرة تنموية، في وجود قاعدة متماسكة من العمال والعلماء المهرة، مع استدامة عمل الوحدة الاقتصادية في كل الحالات، والعمل الذاتي للوحدة الاقتصادية في كل الأحوال الذي يعتمد على العمل والإنتاج، مع العمل على خلق قاعدة صلبة من الكوادر الفنية في جميع التخصصات، وهذا يؤدي إلى الاعتماد على الذات كخطوة أساسية وفعالة لتحقيق نهضة اقتصادية من خلال مشروع الفسيلة.
وهذه الخطوط العريضة المتمثلة في عرض مشروع الفسيلة بإيجاز، بعيدًا عن عرض أهمية الخطوات التالية في مشروع الفسيلة، في سلسلة متصلة الحلقات، تلتزم بالضوابط الأخلاقية اللازمة لإنجاح الوحدات اقتصادية والتي تفرق بين الحلال والحرام، والالتزام بالضوابط الفنية من أجل جودة الإنتاج، والضوابط الإجرائية من أجل التفاني في العمل، مع تنمية القدرات والمهارات اللازمة لنمو الوحدة الاقتصادية، والالتزام بضوابط الإبداع والابتكار وتطوير الأفكار في الوحدات الاقتصادية المختلفة في جميع التخصصات.
وهذا يؤدي إلى وحدة العمل والإنجاز والعمل الجماعي في المجال الواحد، مع تحقيق التكامل في كل مجال من المجالات المتخصصة، وفي توفير المواد الخام وأدوات ومستلزمات الإنتاج بأرخص الأسعار، مع وضع تصورات لآلية عمل السوق والتسويق للمنتجات، باعتبار أن آلية السوق تمثل رأس الحربة في إنجاح العمل الاقتصادي في مشروع الفسيلة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر